ماري حنّا
في ذكرى ميلاد الشهيد جو أندون الذي خطفه انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، شاءت عائلته أن تعايده بطريقة خاصّة تُشبه روحانيّة جو الذي أمضى حياته قريبًا من الله والكنيسة.
جو غاب بالجسد لكنه لم يغب يومًا بروحه…
ابتسامته، روحه المرحة، عشقه للحياة، محبّته للآخرين… كل هذه الصفات جعلت من جو أندون شخصيّة مميّزة لا يمكن أن تُمحى ذكراها بسهولة.
تؤكد ماري، والدة جو، لـ«قلم غار» أن ابنها يرعى عائلته ويهتمّ بها من السماء، على الرغم من عدم قدرتها على تقبّل فراقه.
أما والده جورج، فيقول: «أصبح لي ابنٌ في السماء، وفاة جو جعلتني أتقرّب أكثر من الله».
من جهته، يشاركنا شقيقه إيلي ألمه، قائلًا: «عندما أرى وضع بلدنا وما حلّ به من جراء كثرة المشاكل التي نعيشها، لا بنزين، لا أدوية، لا مواد غذائيّة… أتساءل: كيف كان جو سيتمكّن من العيش في ظل هذه الظروف؟ لكنني اليوم مطمئنٌ لأن جو أصبح مع يسوع، يخدم الربّ، هو في أمان وفي أفضل الأماكن… نيّالو!».
وتقول شقيقته ميشيل لـ«قلم غار»: «مع مقتل جو، شعرت بالحزن والغضب من الربّ… جو صغير العائلة، ولديه طفلتان صغيرتان جدًّا، ولم يحقّق بعد كل ما حلم به، وهو يحبّ الحياة… إن حدث أي سوء تفاهم بينه وبين أي شخص، كان جو يرفض أن يبقى على خلاف مع أحد لأكثر من ليلة واحدة… أذكر يوم دفنه في عزّ الصيف تساقطت الأمطار… عندما أسترجع هذه القصص في ذاكرتي، أقول كم كان أخي طاهرًا في زمن مليء بالخبث وقلّة الوفاء».
وتضيف: «عند وفاة جو، توقّفت عن الصلاة، لكن الأصدقاء أخبروني بأنهم يصلّون دائمًا من أجلنا… عدتُ أصلّي مع ابني لأنني كنت أعلّمه الصلاة… مرّت شهور على هذه الحال، حتى وجدت نفسي اليوم غنيّة بوجود جو في مسكنه السماوي… عندما أحسّ بالحقد والحزن، أنظر إلى صورة جو، وأقول: كفى، أريد أن أسامح وأبدأ من جديد. كانت الولادة الجديدة لجو يوم انتقل إلى السماء، لكنني اليوم تمكّنت من فهم هذه الحقيقة… أردت أن نحتفل بعيد ميلاد جو في الذبيحة الإلهية لتليق بالمكان الذي يسكن فيه».
معايدة بين الأرض والسماء
وكانت عائلة جو أندون قد أقامت قداسًا في كنيسة مار إدنا-شبطين في ذكرى ميلاد جو الـ37.
وترأس الذبيحة الإلهيّة كاهن الرعيّة الخوري جورج طنّوس في حضور الأهل والأصدقاء والمحبّين وأبناء الرعيّة.
وفي ختام القداس، ألقى إيلي أندون كلمة مقتضبة عبّر فيها عن ألم فراق أخيه، أبرز ما جاء فيها: «بعد مرور 11 شهر، فهمت إنو خيي عمل اللي إنتَ يا ربّ، طالبه منه، تمّم رسالته وكان جاهز.
من هيك، سمحت إنو يرتقي لعندك، تارك جسده والأرض اللي ما بقى ينعاش فيها.
يا ربّ، احضن جو على قلبك، وارحمه وارحم كل الموتى، وخاصة اللي ما عندن حدا يصلّيلون. عزّي قلوب أهالينا المحزونة، فيض علينا بالأمل والرجا فيك، سامحنا واغفر خطايانا وخطاياهن».
وفي ختام القداس، وزّعت العائلة وردة بيضاء وقربان المرحمة على الجميع.