غيتا مارون
في لحظة تاريخيّة، تُعْلَنُ غدًا قداسة الإخوة المسابكيين الموارنة فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل مسابكي في قداس إلهي يترأسه البابا فرنسيس، ويتحلّق فيه قرابة 25 حفيدًا من سلالة الشهداء الثلاثة ليشهدوا تحقيق حلم مبارك طال انتظاره مع ملايين المؤمنين.
يسرّ «قلم غار» أن يحلّ بشارة فيليب سرحال، حفيد الطوباوي الشهيد عبد المعطي مسابكي، ضيفًا عبره ليشهد لبطولة أجداده.
وديعة المسابكيين تزهر في أحفادهم
بشارة سرحال، مهندس ورجل أعمال من جزّين، أب لولدين. هو ابن فيليب سرحال وجانّ مسابكي، من سلالة عبد المعطي مسابكي. صلة القرابة مع الطوباوي عبد المعطي مسابكي: والدته جانّ ابنة بشارة مسابكي، وهو ابن يوسف بن عبد المعطي مسابكي.
يخبر بشارة أنّ أحفاد المسابكيين نشأوا منذ نعومة أظفارهم على روحانيّة أجدادهم ويجسّدون روحانيّتهم في تفاصيل حياتهم، مشيرًا إلى أنّ جدّه بشارة مسابكي شارك في المساعي من أجل تطويب الإخوة الموارنة منذ العام 1926.
ويضيف: «المذبح الذي يحمل اسم الشهداء المسابكيين في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس في وسط بيروت يشهد على عظمة هؤلاء الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم دفاعًا عن إيمانهم».
ويتحدّث بشارة عن جهود عائلته في مسار التقديس، قائلًا: «والدتي ووالدي بنيا كنيسة البشارة في شتورا، تكريمًا للشهداء المسابكيين، وتجسيدًا لحلم راود أجدادنا».
ويتابع: «قرابة العام 2002، انطلقت الجهود مجدّدًا برعاية المطران غي بولس نجيم والمونسنيور ريمون عيد لإحياء ملف تقديس الإخوة المسابكيين».
حدث استثنائي وإرث ثمين
يعتبر بشارة حدث إعلان قداسة المسابكيين استثنائيًّا في تاريخ الكنيسة المارونيّة، فهم علمانيّون تُعْلَنُ قداستهم من دون أعجوبة، وقد استشهدوا لأنّهم رفضوا إنكار ديانتهم.
ويشير إلى أنّ «أحفاد المسابكيين موزّعون اليوم بين لبنان وسوريا ومصر؛ هرب بعضهم إلى لبنان بعد المذبحة، بينما توجّه آخرون إلى مصر وسوريا. في لبنان، عاش أحفاد عبد المعطي. أما فرنسيس، فقد توزّع نسله بين لبنان وسوريا ومصر».
إلى ذلك، يؤكد بشارة أنّ «العبرة التي تركها جدّه عبد المعطي مسابكي للعائلة تكمن في إمكانيّة عيش حياة مسيحيّة مميّزة، على الرغم من الانخراط في الحياة العمليّة والتعامل بالمال»، مردفًا: «نحن ورثنا هذا الإيمان، وعشنا في ظلّ القيم التي زرعها أجدادنا في قلوبنا».
في ختام شهادته عبر «قلم غار»، يعبّر بشارة عن افتخاره بأجداده، قائلًا: «لطالما قلت لأهلي إنّ أجدادي قديسون، وهم حلموا دومًا بهذا الحدث العظيم. عظمتهم تكمن في أنّهم سوريّون وعلمانيّون، ما يحمل رسالة عميقة لجميع من استشهدوا دفاعًا عن إيمانهم».
تبقى شهادة المسابكيين الثلاثة مصدر إلهام للكنيسة المارونيّة إذ إنّهم يجسّدون من خلال حياتهم واستشهادهم قيم الإيمان والصمود والتضحية، ويذكّرون المؤمنين بأهمّية التمسّك بمسيحيّتهم حتى الرمق الأخير.
———————————————————-
تجدر الإشارة إلى أنّ «قلم غار» سلّط الضوء على مسار دعوى تقديس الإخوة المسابكيين الموارنة عبر مقابلة خاصة مع المطران يوحنا رفيق الورشا وأوضح اهتمام الكنيسة المارونيّة في لبنان بملفّ تقديس شهداء دمشق عبر مقابلة خاصة مع المطران غي بولس نجيم.