أسرة تحرير «قلم غار»
في لورد، أزهرت دعوتي، وأصبحت المسبحة الورديّة رفيقتي. تجلّت لي أمّي مريم العذراء، معلنة أنها «التي حُبل بها بلا دنس».
أنا برناديت سوبيرو، وهذه قصّتي مع يسوع وأمّه مريم العذراء:
———————————————————-
وُلِدَت برناديت سوبيرو في 7 كانون الثاني 1844، وترعرعت في كنف عائلة فقيرة، واعتنت بإخوتها منذ نعومة أظفارها.
في مدينة لورد الفرنسيّة، مسقط رأسها، اختارت برناديت عيش حياة مليئة بالتقشّفات، وبادلت الآخرين المودّة والصلاح، متحلّية بالإيمان العميق، رافعة صلاتها الدائمة إلى مريم العذراء.
لذلك، وصفها كاهن المدينة بأنها «تبدو كزهرة رحيقها سماوي».
كانت تجهل القراءة والكتابة لكنها أدركت طريق الربّ منذ صغرها، ورافقتها المسبحة الورديّة على الدوام.
في أحد الأيّام، خرجت برناديت لتجمع الحطب مع أختها وصديقتها، فتجلّت لها سيّدة فائقة الجمال على مدى 15 دقيقة. كانت هذه المرأة الرائعة مريم العذراء، سيّدة لورد التي ظهرت لها 18 مرّة، معلنة أنها «التي حُبل بها بلا دنس».
اتّسمت حياة برناديت بالبساطة والأمانة والتواضع، واهتمّت بالمرضى بعد دخولها الدير، وتفانت في بذل ذاتها بمحبّة وتقوى، مكرّسة نفسها لله.
كانت تقول دومًا: «يا يسوع! لا أشعر بصليبي عندما أفكّر بصليبك!».
اجتهدت برناديت لتكون من سكان العلى، ولم تأخذ وعد العذراء لها بأنها ستسكن السماء ذريعة لكي لا تعيش حياة متواضعة، فحين كان الناس يقولون إنها ليست بحاجة إلى أن تحيا التواضع لأنها ستذهب الى السماء، كانت تجيب: «سأذهب إلى السماء إن كسبتها».
انتقلت إلى الحياة الأبديّة بعد معاناتها من السلّ في 16 نيسان 1879، وحُفظ جثمانها غير المتحلّل في كنيسة القديس يوسف في نيفيرس.
أُعلنت برناديت قديسة في 8 كانون الأوّل 1933، وتحتفل الكنيسة بعيدها في تاريخين مختلفين هما: 18 شباط (ذكرى الظهور المريمي الثالث) و16 نيسان (ذكرى انتقالها إلى الحياة الأبديّة).
———————————————————-
قديستنا الحبيبة برناديت، اشفعي بنا لدى أمّنا مريم العذراء، وقودينا نحو ابنها يسوع المسيح إلى الأبد.