غيتا مارون
في ظلّ أتون حرب شلّعت لبنان، حيث تعلو أصوات المدافع وتُسْفَك الدماء، ترسل السماوات تعزيات وعلامات رجاء لتطيب جراح المتألمين.
من باقة التعزيات السماويّة رسالة مؤثرة توجّهها والدة الطوباوي كارلو أكوتيس أنطونيا سالزانو اليوم عبر «قلم غار» إلى الشعب اللبناني؛ رسالة تحمل في طيّاتها الأمل والتشجيع، وتذكّرنا بأنّ اللحظات الأليمة ليست نهاية الطريق، بل هي محطات لتعزيز إيماننا والمضي قدمًا في مسيرتنا. في زمن تحوّل لبنان إلى «رسالة معذّبة»، بحسب البابا فرنسيس، تدعونا أمّ أوّل قديس من جيل الألفيّة إلى الصلاة والتضحية لتكون تلك الأوقات الصعبة بمنزلة بذور للخلاص.
إليكم مضمون الرسالة التي وجّهتها أنطونيا سالزانو أكوتيس، حاملة مشعل الحبّ مع ابنها والأمينة على وديعته، وصاحبة القلب العابق برائحة القداسة:
«أودّ أن أعبّر لكم عن قربي منكم في هذه المرحلة الأليمة. أعرف أنّها أوقات صعبة لكن النجوم تتلألأ في السماء دائمًا من أجل كل واحد منّا.
يجب علينا ألا نفقد الأمل أبدًا، وعلينا أن نصلّي لأنّنا نستطيع تغيير العالم عبر الصلاة.
مريم العذراء قالت لنا في فاطيما إنّ أرواحًا كثيرة ستذهب إلى الجحيم لأنّ لا أحد يصلّي ويضحّي من أجلها.
أعتقد أنّنا إذا أردنا الصلاة ورفع تقدمتنا حقًّا، نستطيع أن نكون جزءًا من الخلاص لهذه الأرواح.
يمكننا القيام بالكثير. يجب أن ندرك أنّ الألم، إذا اتحد مع يسوع، يمكنه أن يكون بذورًا للخلاص.
من أجل الكثيرين، نحن مدعوّون لنكون نور العالم وروح الأرض. يمكننا ذلك لأنّ الحياة صعبة، وفي هذه المرحلة أنتم تعيشون لحظات صعبة. يمكنكم أن تكونوا نورًا للعالم لأنّ الأهمّ هو خلاص النفس.
من المهمّ تحقيق أقصى استفادة من الحياة من أجل الأبديّة. عندما نتألم، نكون أكثر قربًا من يسوع وأكثر شبهًا به. الصليب هو خلاصنا؛ إذا قبلنا الصليب وقدّمنا آلامنا، يمكننا أن نكون على مثال يسوع، «مُخَلِّصِين صغار».
يسوع يطلب منّا ذلك: المشاركة في القداس الإلهي وتقدمة آلامنا من أجل العالم وخلاص إخوتنا وأخواتنا.
أنا أصلّي من أجلكم، وأنا متأكدة أنّ كارلو قريب منكم وهو يصلّي لكم ويشفع بكم من أجل السلام لأنّ ما ننشده جميعًا يتمثّل في السلام وعالم أفضل وعدم فقدان الرجاء لأنّ الرجاء فضيلة؛ أحد أهمّ الفضائل الثلاث: المحبّة والرجاء والإيمان.
يجب أن نكون أقوياء جدًّا، وألا نفقد الرجاء أبدًا، وأن نكون نورًا دومًا، وأن ندرك أنّنا إذا قدّمنا كل الأمور إلى يسوع، ستقودنا إلى مصير أفضل.
أعرب لكم عن قربي منكم. اليوم هو عيد القديس فرنسيس الذي كان مثالًا لتقدمة آلامه من أجل خلاص إخوته وأخواته…
يجب أن نعيش الإنجيل، ونطلب من القديس فرنسيس أن يساعدنا في هذه الأوقات العصيبة لتُحَلّ كل الأمور قريبًا.
نحن إلى جانبكم. كل يوم، أذكركم. أنتم حاضرون في صلاتي وقدّاسي ومسبحتي الورديّة. تذكّروا بأنّ عذراء فاطيما وعدتنا أنّنا نستطيع وقف الحروب وتغيير مصير الشعوب بصلاة المسبحة الورديّة.
ليبارككم الربّ جميعًا، ولنتّحد بالصلاة جميعًا بشفاعة كارلو! ليبارككم الربّ!».
إنّ رسالة أنطونيا سالزانو المؤثرة تحتضن دعوة ملحّة لتجديد الإيمان والرجاء. فهي لا تكتفي بالتعبير عن قربها من الشعب اللبناني، بل تضع بين أيدينا مفتاح الخلاص الذي يكمن في الصلاة والتضحية. فلنتّحد جميعًا في طلب الرحمة والسلام، ولنحافظ على شعلة الأمل متّقدة في قلوبنا، ولنُصبح نورًا في عالم تغشاه الظلمات، مستمدّين قوّتنا من ربّنا يسوع المسيح.
———————————————————-
لمن يرغب في متابعة رسالة والدة كارلو أكوتيس باللغة الإنكليزيّة، الرجاء الضغط على الرابط الآتي:
والدة كارلو أكوتيس تعبّر عن قربها من الشعب اللبناني في رسالة مؤثرة
———————————————————-
تجدر الإشارة إلى أنّ «قلم غار» تفرّد بنشر مقابلة خاصة مع والدة كارلو أنطونيا سالزانو، مسلّطًا الضوء على رسالة ابنها إلى لبنان والشرق الأوسط والعالم.