غيتا مارون
شربل مخلوف، قديسٌ عابر للقارات، اغتنى من الروحانيّة المسيحيّة وتلألأ «كالشمس في ملكوت السماء» (متى 13: 43). هو مالئ الدنيا وشاغل الناس.
هذه المرّة، اختار قديس عنايا محطته المقبلة في كوبا حيث ستُفتتح أوّل كنيسة تحمل اسمه في العاصمة هافانا.
من صاحب فكرة بناء كنيسة باسم القديس شربل؟ ما أبرز مراحل تشييدها؟ ما تاريخ تدشينها؟ ما رسالة شفيعها؟
قديس عنايا يحط في هافانا
تُدَشَّنُ الكنيسة الجديدة في الثالث من الشهر المقبل عند الساعة العاشرة صباحًا في هافانا، ويترأس الاحتفال الليتورجي رئيس أساقفة سان كريستوبال دي لا هافانا الكاردينال خوان دي لا كاريداد غارسيا رودريغيز، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة راعي الأبرشيّة المارونيّة في المكسيك جورج أبي يونس والسفير البابوي الحالي في كوبا رينيه خوان موخيكا كانتيلار، في حضور لبنانيين وأجانب.

بناء كنيسة تحمل اسمَي القديسَيْن توما وشربل
في حديث خاص إلى «قلم غار»، أخبر الشاب اللبناني الياس خليل عن كيفيّة انطلاق فكرة بناء الكنيسة في العاصمة الكوبيّة، فقال: «في العام 2012، أتيتُ للعمل في كوبا. بعد صلاتي في إحدى الكنائس المجاورة لمنزلي، وجدتُ صورة لمار شربل في إطار مكسور. عندئذٍ، وقفتُ أتأمّل أمامها حوالى 10 دقائق. توجّه كاهن الرعيّة الإسباني صوبي، وسألني: هل من خطبٍ ما؟ فأجبته: أيمكنني ترميم هذه الصورة؟ أردف: هل تعرف هذا القديس؟ فقلتُ: نعم. إنه قديس لبناني وشفيع بلاد الأرز».
وأوضح: «كان رجل مكسيكي قد وضع هذه الصورة في تلك الكنيسة. أخذتها، ورمّمتها، وأعدتها إلى مكانها، ووضعت إلى جانبها صور قديسين لبنانيين آخرين».

تابع خليل: «بعد مرور سنوات عدّة، قرّرت بناء كنيسة تحمل اسم القديس شربل. في العام 2018، تحدّثت مع السفير البابوي السابق في كوبا جوليو إيبناودي الذي ساعدني كي أحصل على الموافقة لبنائها. بعد إصراري الشديد، مُنِحْتُ كنيسة مهدّمة ومنهوبة، مُكرّسة على اسم مار توما، لأعيد الحياة إليها».
وقال: «في العام 2019، بدأت عمليّة ترميم الكنيسة وإعادة بنائها، وتمكّنا من تأمين التكاليف اللازمة لإنجاز المهمّة بمساعدة متبرّعين لبنانيين وأجانب بذلوا قصارى جهودهم من أجل تكريم قديس عنايا. توقفت الأعمال على مدى سنتين بسبب جائحة كورونا».
وأضاف: «تتّسع الكنيسة المكرّسة للقديسَيْن توما وشربل لـ64 مقعدًا خشبيًّا. يبلغ طولها 40 مترًا وعرضها 20 مترًا. تزيّن فسيفساء مار شربل وأيقونة سيّدة كوبا المذبح. استُقدِم سقف الكنيسة من إيطاليا، وجُلِبَت إنارتها من إسبانيا. وفي باحة الكنيسة، هناك تمثال لمار شربل وآخر لمار توما».
وختم خليل حديثه عبر «قلم غار»، مستشفًا أن الرسالة التي يرغب مار شربل في إيصالها من خلال بناء هذه الكنيسة في هافانا تكمن في دعوة اللبنانيين إلى تقديس الأرض التي تحدّروا منها، وأن قديس عنايا ليس للبنان فحسب، بل للعالم بأسره.