ماري حنّا
في 27 حزيران من كل عام، تحتفل الكنيسة المارونيّة بذكرى تطويب الأخ إسطفان نعمة ابن الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، المولود في لحفد في 8 آذار 1889.
تقع بلدته لحفد في وسط جرود قضاء جبيل، وتضمّ منزله الوالدي الذي لا يزال قائمًا حتى اليوم؛ هذا المنزل الذي ترعرع فيه الأخ إسطفان مع إخوته: نعمة الله وسركيس وهيكل وتوفيقه وفروسينا في كنف والدَيْن صالحَيْن هما إسطفان بو هيكل نعمة وخرستينا البدوي حنّا خالد. قَبِلَ سرّ العماد المقدّس في كنيسة السيّدة في لحفد على يد الخوري جرجس فاضل، في 15 آذار 1889، وسُمّيَ «يوسف».
بعد وفاة والده، غادر البيت ملبّيًا نداء الدعوة الرهبانيّة في العام 1905، وهو ابن 16 عامًا، متوجّهًا إلى دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان ليترهّب فيه متّخذًا اسم «إسطفانوس» تيمّنًا بشفيع قريته. توفي في الدير المذكور في 30 آب 1938 برائحة القداسة، وهو في التاسعة والأربعين من عمره.
المنزل قبل الترميم
في السنوات التي خلت، وقبل إعلان الأخ إسطفان مكرّمًا ومن ثمّ طوباويًّا، كان منزل والديه غير مأهول لفترة من الزمن، وهو بناء من الحجر الصخري يتألف من غرفتين كانتا خاليتين تمامًا من الأثاث، يفصل بينهما حائط من حجر الصخر. أما الجدران الأخرى، فبعضها كان مدعّمًا بحائط ثانٍ من حجر الخفّان، غير مطليّ بالكلس، أرضه ترابيّة، نوافذه وأبوابه حديديّة.
ترميم المنزل وتحويله إلى واحة صلاة
بعد إعلان الأخ إسطفان مكرّمًا، قامت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بترميم المنزل محافظة على طابعه القديم، فأصبح يضمّ في إحدى غرفه كنيسة صغيرة مع مذبح خشبي ومقاعد. وفي الغرفة الثانية، يجد الزائر عرضًا لصور وكتابات توثّق مراحل حياة الأخ إسطفان انطلاقًا من بلدته لحفد إلى حياته الديريّة في كفيفان.
أمام المنزل، باحة خضراء شاسعة، جُعل في وسطها مذبح كبير من الصخر، تُستَخْدَم للاحتفالات الدينيّة الخاصّة بالأخ إسطفان، احتُفِل بأوّل قدّاس فيها في 30 آب 2009 بمناسبة ذكرى وفاته، وهو اليوم الذي اعتمدته الكنيسة للاحتفال بعيده.
قُرب المنزل، ينتصب تمثال كبير للطوباوي، ذات اللون البرونزي على قاعدة صخريّة. وتحيط بالمنزل والتمثال أنواع شتّى من النباتات الخضراء والأزهار التي أعطته رونقًا وجمالًا.
متحف الأخ إسطفان نعمة
قرب المنزل الوالدي، منزل آخر هو في الأصل بيت شقيقه سركيس الذي أنجز له الأخ إسطفان المنجور من أبواب ونوافذ. يتألّف هذا البناء من غرفة صغيرة وأخرى كبيرة وممشى في آخره فسحة واسعة، وطابق سفلي يضمّ قبوًا تحوّل اليوم إلى كنيسة صغيرة للتأمّل والصلاة، تضمّ ذخائر الطوباوي.
هذا المنزل خضع لأعمال الترميم، فغدا متحفًا يضمّ مجموعة من الخشبيّات من شغل الأخ إسطفان، وهي عبارة عن صناديق وطاولات وأدوات نجارة وأدوات حقلٍ وكرسي لمكنة خياطة، وغيرها…
في الغرفة الصغيرة، فرش قديم يعبّر عن طريقة العيش في ذاك الزمان، وفي الردهة الكبيرة عرض لحياة الأخ إسطفان وصلوات وتأمّلات.
نبع الغرير
عند المدخل قبالة المنزل، يقع نبع الغرير الذي اكتشفه الطوباوي في العام 1903، عندما رأى حيوان الغرير يدخل في قلب الصخر، ولحق به حتى أمسكه، فشعر بوجود ماء عمل على إخراجها لتصبح ينبوعًا ترتوي منه البلدة.
نبع الغرير مبنيّ بحجر صخري ذات شكل هندسي جميل، وخضع مؤخرًا لأعمال صيانة وتحسين، ورُصفت ساحته بأحجار البلاط الصخري. وفي محاذاته، مزار صغير كان يضم سابقًا تمثالًا للسيّدة العذراء. أما اليوم، فقد استُبدل بصورة للطوباوي وأخرى للسيّدة العذراء.