أسرة تحرير «قلم غار»
لمناسبة عيد القديس شربل مخلوف، عمّت الاحتفالات لبنان والعالم، ولا سيّما بقاعكفرا مسقط رأسه وعنّايا معانقة جثمانه، فاحتضنت مختلف المناطق قداديس ومسيرات وتطوافات، تكريمًا لعظيمٍ نثر المعجزات باقات حبّ في وطن الرسالة ليعبر القارات، حاملًا وديعة يسوع إلى أقاصي الأرض.
من كنيسة دير مار مارون في عنّايا، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال ترؤسه اليوم الذبيحة الإلهيّة، أنّ «المسيح زرع شربل مخلوف زرعًا جيّدًا في أرض بقاعكفرا، ثمّ في أرض الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الجليلة».
وسلّط الراعي الضوء على فضائل مار شربل وحياته، قائلًا: «تشبّه الأب شربل في العمق بيسوع المسيح، بكامل محبّته له كراهب وكاهن، وحافظ على جمال الحالة المسيحيّة والكيان الرهباني والكهنوتي، فكان أنّه “يتلألأ إلى الأبد كالشمس في ملكوت السماء”، وينير على الأرض بنعم السماء».
وشدّد على أنّ مار شربل يقول لنا اليوم «إنّ لبنان وطنه لن يزول، إذا عدنا إلى نهجه، نهج الصلاة والتقشّف والتوبة»، و«إنّه يتشفّع من أجل لبنان وطنه»، وإنّ بلد الأرز «لا يمكن أن يستمرّ من دون رئيس للجمهوريّة»، و«إنّ أعمالنا الرسوليّة تقتضي منّا أعمال توبة وفضيلة وصلاة».
إلى ذلك، أقيمت قداديس متتالية منذ ليلة عيد القديس شربل حتى اليوم في عنّايا، فضلًا عن تطواف بالقربان المقدّس من دير مار مارون حتى محبسة القديسين بطرس وبولس.
بقاعكفرا تحتفل بعيد شفيعها
بدورها، توّجت بقاعكفرا احتفالاتها بقداس إلهي ترأسه الراعي وأُقيم في باحة كنيسة مار حوشب الأثريّة بعد مسيرة صلاة على نيّة السلام في لبنان، انطلقت من بيت مار شربل.
وتناول الراعي في عظته فضائل القديس شربل وحياته وحضوره في قلوب جميع الشعوب، مؤكدًا أنّه يدعونا اليوم إلى «أن نثق بالله سيّد التاريخ، ونلتمس تدخّله. هذه الثقة تعلّمنا انتظار تجلّيات الله بالصلاة والتوبة والاتحاد الدائم بالله. فنحن بحاجة إلى العودة لله، وتصحيح حياتنا ومسلكنا معه».
وأشار إلى أنّ مار شربل يقول لنا أيضًا إنّ لبنان أرض قداسة ووحدة بين المواطنين، وليس أرض حروب ونزاعات وقتل وتدمير وتهجير، وإنّ أعمال الرسالة تحتاج إلى أن تترافق مع الإماتة والصلاة وأفعال تواضع.
إهدن تحتفي بمار شربل
في إهدن، أُقيم قداس في كنيسة مار شربل، لمناسبة الذكرى السنويّة الأولى لتدشينها، ترأسه الخورأسقف إسطفان فرنجية الذي أكد أنّ «المسيحيّة ليست احتفالات دينيّة وصليبًا وتاجًا وبخورًا، بل محبّة ومعاملة خارج الكنيسة على مثال الرسل».
ودعا فرنجية المؤمنين إلى التبشير بالمسيح، قائلًا: «عيشوا المحبّة، مار شربل بصمته أصبح قديسًا، هو الذي عاش الحبّ وترك كل شيء ليكون مع الله… علينا أن نكون على مثاله ساعين دومًا للقداسة».
مار شربل قديس لبنان والعالم
خارج لبنان، في أستراليا والأوروغواي وكولومبيا وسواها من البلدان، احتفل المؤمنون بعيد مار شربل، طالبين شفاعته لتعمّ البركات حياتهم.
في كولومبيا، احتفل الإكسرخوس الرسولي لموارنة كولومبيا والإكوادور والبيرو المونسنيور فادي بو شبل بالذبيحة الإلهيّة في الإكسرخوسيّة المارونيّة للقديسة رفقا، بمشاركة عائلات متحدّرة من أصول لبنانيّة ومارونيّة.
وكان المؤمنون قد شاركوا بتساعية للقديس شربل من 12 حتى 20 تمّوز الحالي، ورفعوا صلواتهم باللغة الإسبانيّة. وكانت وقفة تأمّليّة يوميّة في إحدى الفضائل الإلهيّة على ضوء حياة القديس شربل.