جورجي وهبه
بالأمس كنتُ طفلة
غصْتُ إلى صميم أعماقي،
تأمّلتُ الوجود وحياتي،
رأيتُ مشاهد طفولتي،
تذكّرتُ أنقى سنين عمري،
عُدْتُ للحظات إلى الماضي،
وأحسستُ بدمي يجري.
فبالأمس، كنتُ طفلة أقطف الزهور،
وأركض في البساتين…
يسكنني السرور
أتنفّس الهواء الثمين
بالنقاوة والصدق مجبول
وبيدي كلّ الحلول.
بالأمس، بنيتُ القصور،
والأحلام مزجتُها بالألوان
أصغيتُ للعصفور
يعزفُ أجمل الألحان!
أيّامٌ، شهورٌ، سنين مضت
على مقاعد المدرسة قضيتها بشغفٍ،
خطّطتُ للغد، للمستقبل،
وما شعرتُ أبدًا بالملل.
تخطّيتُ أبعد الحدود
وهمّي الوصول نحو الهدف المنشود.
عقبات كثيرة واجهتُ،
وما استسلمتُ…
كافحتُ، تعبتُ،
ولم أزَلْ…
أمّا اليوم، فحقائق كثيرة تغيّرت
لكنّ مبادئي واحدة في جذورها ثابتة بقيت
خلقنا الله على صورته ومثاله.
أمّا اليوم، فالبعضُ منّا يُشوّهه،
وألف طعنة يطعنه…
إلى متى؟
أقفُ على صخرةٍ، أرى البحر نقيّا
والسماء تحتضنني ضاحكة،
والشمس تهديني الدفء والحنّية.
في الليل، أسمع الرياح تكتب وصيّة
الحياة غالية غالية
تحمل في طيّاتها التضحية،
ولا تُحبّذ الكذب والأنانية.
فحذارِ التصرّف بعنجهيّة
والتفكير بالأذيّة!
ما أجمل الاستقلاليّة
واحترام الحريّة
ورفض العبوديّة!
بالأمسِ، كنتُ طفلة
لا همومَ تلاحقني،
أهتمّ بألعابي
ودميتي الصغيرة…
واليوم، في عرض البحر
صامدة
تتكسّر الأمواج عليّ ولا آبه
تلاحقني الشرور، فبشراسة أنتفض عليها
وبالخير، سلاحي الوحيد، أنتصر!
أغنّي نشيد المحبّة
والغد أنتظر…