الأب بيار نجم
كم أنت عظيم يا سيّد، وكم نحن قليلو الإيمان! أمام عظمتك، نعاين ضعفنا وخوفنا وشكّنا في قدرتك على دحرجة الحجر عن قلبنا وحياتنا وواقعنا.
كم من المرّات حملنا الطيوب وأردنا أن نحنّطك لأننا ظنناك ميتًا، ولم يعد لك وجودٌ في حياتنا. اعتقدنا أنك لم تعد حاضرًا في آلامنا وهمومنا ومتاعبنا. ذهبنا نفتّش عن قوى بشريّة تزيح حجر الخوف والحزن عن صدورنا، ونسينا أنك حاضر.
نسينا أنك وحدك تقدر على دحرجة صخور الألم والحزن. وحدك تعطي نورًا جديدًا لحياتنا المظلمة، ومعنى مميّزًا لوجودنا المتألم.
عفوك يا سيّد، لقد ظننا أنك ميت، وذهبنا نحنّطك، لتبقى في حياتنا جثّة هامدة لا حياة فيها، تبقى في قلوبنا كالثاوي في القبر البارد، نحملك في داخلنا، ولا ينعكس وجودك على حياتنا وأقوالنا وأفعالنا وفي شهادتنا. دفنّا وجودك في قلوبنا، ونسينا أنك ملك الحياة، ولا موت فيك، ونسينا أن بوجودك لا يبقى للموت مكان.
المجد لقيامتك لأنها قيامتنا، والسجود لانتصارك، ففيه انتصرنا على يأسنا.
أمّنا مريم، يا معلّمة لنا في الإيمان، علّمينا كيف نفتّش عن يسوع القائم من بين الأموات، فلا نتزعزع أمام مشاكلنا، ولا نيأس من شدّة آلامنا.
علّمينا أن نكون مثلك في أحلك ساعات الألم، بقيت المرأة المؤمنة. آمين.