البابا فرنسيس
“وُلد لنا ولد، أُعطي لنا ابن”. إن الولادة هي على الدوام مصدر رجاء، إنها حياة تزهر، إنها وعد مستقبل. وهذا الطفل يسوع قد ولد لنا!
إن الطفل الذي ولدته العذراء مريم في بيت لحم قد وُلد لنا جميعًا: إنه الابن الذي منحه الله للعائلة البشريّة بأسرها. وبفضل هذا الطفل، يمكننا أن نتوجّه إلى الله وندعوه “أبا”. وبفضله، يمكننا جميعًا أن نكون إخوة حقيقيين؛ من كل قارة، من أيّ لغة وثقافة، بهويّاتنا واختلافاتنا.
ليساعدنا طفل بيت لحم في أن نكون مستعدّين وأسخياء ومتضامنين، ولا سيّما تجاه الأشخاص الأكثر هشاشة والمرضى والذين وجدوا أنفسهم في هذا الوقت بدون عمل أو يواجهون صعوبات خطيرة بسبب العواقب الاقتصاديّة لوباء كورونا.
وإزاء تحدٍّ لا يعرف الحدود، لا يمكننا إقامة الحواجز. نحن جميعًا في السفينة عينها. كل شخص هو أخ لي. وفي كل فرد، أرى انعكاس وجه الله. وفي الذين يتألّمون، أرى الربّ الذي يطلب مساعدتي. أراه في المريض والفقير والعاطل والمهمّش والمهاجر واللاجئ.
“لقد وُلد لنا طفل”. جاء ليخلّصنا! إنه يعلن لنا أن الكلمة الأخيرة ليست للألم والشرّ. إن الاستسلام للعنف والظلم يعني نبذ فرح الميلاد ورجائه.
ليكن عيد الميلاد بالنسبة إلى الجميع فرصة لإعادة اكتشاف العائلة كمهد للحياة والإيمان، كمكانٍ للمحبّة المضيافة والحوار والغفران والتضامن الأخويّ والفرح المتقاسم، وكمصدر سلام للبشريّة جمعاء.
ترجمة: فاتيكان نيوز