آمال شعيا
عندما تعمّد يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، تأسّس سرّ المعموديّة.
فما هي النعم الروحيّة التي نحصدها عندما ننال سرّ العماد؟
إنّنا نحصد الكثير من الثّمار الروحيّة من خلال سرّ المعموديّة، وهي ترافقنا طوال أيّام حياتنا، نشهد لها في أقوالنا وأفعالنا، إذ ننال نعمة الولادة للحياة الجديدة في يوم معموديّتنا، فنصير أبناء الآب بالتبنّي، وأعضاء في جسد المسيح، وهيكل للروح القدس. وبالفعل عينه، يصبح المعمّد عضوًا في الكنيسة، جسد المسيح، ويغدو أيضًا شريكًا في كهنوت المسيح. فالغنى الروحيّ في هذا السرّ لامحدود، وعندما نحصل عليه، نبلغ الخلاص، ونصبح أبناء الملكوت ولنا الحقّ في الميراث. ويؤكد يسوع المسيح هذا الأمر في قوله إلى نيقوديموس:
“الحقّ، الحقّ أقول لك، إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت اللّه” (يو 3: 5).
من هنا، ندرك مع المسيح أنّ الميلاد المقصود هو ميلاد روحانيّ وغير منظور للنفس، ويتحقّق عندما يدخل الإنسان جوف الماء ليخرج مولودًا جديدًا بنعمة الروح.
وهكذا، نموت عن حياة الجسد، من خلال الماء والروح، ونتّحد بقوّة الروح القدس بحياة المسيح، وهي تؤهّلنا إلى لقاء الآب في عرسه السماويّ…