د. غسان حنا ونيكول طعمة
الميلاد هو عيد المحبّة والفرح والرجاء، فيه يتّحد المؤمنون للاحتفال بحدث عظيم، ذكرى ولادة يسوع المسيح الذي أشرق نوره في العالم. لقد عبّر قديسون كثيرون على مرّ العصور عن معاني الميلاد بكلماتٍ تحفّزنا على التأمّل في زمن المجيء. في أقوالهم، نجد حكمةً روحيّة تعكس معاني العيد العميقة.
القديس أفرام السرياني
«ذاك الذي أعطى الناموس لموسى على الجبل صار إنسانًا، اختار أن يولد في مذود ليحرّر الإنسان من العبوديّة».
هذه الكلمات للقديس أفرام السرياني تعكس معنى تجسّد الله ومحبّته للإنسانيّة، بحيث إنّ الله القدير اختار الولادة في المذود ليكون خلاص البشريّة.
القديس أغسطينوس
«لقد أحبّنا حتى إنّه، وهو الكائن الأزلي الأقدم من كل المسكونة ذاتها، صار أصغر في السنّ من كثيرين من خدّامه في العالم!».
هذا التأمّل العميق للقديس أغسطينوس يسلّط الضوء على المحبّة الإلهيّة اللامحدودة التي دفعت الله الأزلي إلى أن يتجسّد في شكل طفل صغير. في هذا السرّ العظيم، نجد الله الذي أخضع نفسه للزمن البشري ليقترب منا بتواضعٍ ويظهر محبّته لنا جميعًا.
القديس يوحنا الذهبي الفمّ
«عظيم هو سرّ التقوى! الله ظهر في الجسد ليصالح السماء والأرض».
هذه الكلمات تعبّر عن المعنى العميق للميلاد، فالمسيح يجسّد محبّة الله للبشريّة، ويعيد الوئام بين السماء والأرض من خلال تجسّده. الميلاد هو دعوة للتأمّل في هذا السرّ العجيب الذي يكشف عظمة الله وتواضعه في آنٍ معًا.
القديس باسيليوس الكبير
«غاية المسيح في التجسّد أن يهيّئ لنا الطريق إلى السماء».
هذا القول للقديس باسيليوس الكبير يعبّر عن الهدف الأسمى لتجسّد المسيح. في ولادته، فتح المسيح أبواب السماء للإنسانيّة، ودعانا إلى السير في طريق القداسة والخلاص. تجسّد الكلمة هو دعوة مستمرة للسير نحو الملكوت السماوي، حيث تصبح الحياة البشريّة في اتحاد دائم مع الله.
القديسة تريزيا الطفل يسوع
«كيف لي أن أخاف إلهًا أصبح طفلًا صغيرًا لأجلنا!».
في نظر القديسة تريز الصغيرة، التجسّد الإلهي دليلٌ على محبّة الله اللامحدودة وقربه من البشريّة. أن يصبح الله طفلًا صغيرًا يعني أنّه يحبّنا ويقترب منا برحمة ولطف. هذه الكلمات تدعونا للنظر إلى الله بعين الطفولة، بثقة وبراءة، بعيدًا من الخوف أو الرهبة.
الميلاد هو تجسيد للمحبّة الإلهيّة، ودعوة حقيقيّة لعيش السلام والرجاء. في أقوال القديسين، نجد دعوةً متجدّدة للتأمّل في سرّ الميلاد وعيش قيمه في حياتنا اليوميّة. المحبّة والتواضع والسلام والرجاء وكل معاني هذا الحدث العظيم تُلهمنا وتحفزّنا لنكون نورًا في العالم. لنحمل في قلوبنا هذه الرسالة العميقة، ولنعش حياتنا كما عاشها الطفل الإلهي في بساطة وحبّ ورجاء لا يتزعزع.