بعد 75 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي، يزور أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير لبنان، من الحادي والثلاثين من الشهر الحالي إلى الرابع من شباط المقبل، وتهدف الرحلة إلى التعبير عن قلق البابا فرنسيس وقربه من الشعب اللبناني والكنيسة اللبنانيّة في هذه المرحلة الصعبة.
في خلال إقامته، سيلتقي المطران غالاغير بسلطات الدولة، والبطاركة والأساقفة الكاثوليك والأرثوذكس، بالإضافة إلى القادة الدينيين المسلمين والدروز وشخصيّات من عالم الثقافة والسياسة. وسيزور بعض الأماكن والجماعات المهمّة وسيشارك في افتتاح الندوة حول “يوحنا بولس الثاني ولبنان” التي تنظّمها جامعة الروح القدس-الكسليك.
وسيحمل أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول محبّة البابا وقربه إلى جميع اللبنانيين. إنّ البابا فرنسيس لم يتوقّف أبدًا عن توجيه فكره إلى هذه الأرض: في العاشر من الشهر الحالي، عندما التقى السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، جدّد صلاته من أجل “الشعب اللبناني العزيز، الواقع في أزمة اقتصاديّة وسياسيّة، وهو يسعى جاهدًا إلى وجود حلّ لها”، مضيفًا: “أريد اليوم أن أجدّد تأكيد قربي منه وصلاتي من أجله، وأتمنّى أن تساعد الإصلاحات اللازمة ودعم المجتمع الدولي لكي يبقى هذا البلد ثابتًا في هويّته وبقائه نموذجًا للعيش السلمي معًا والأخوّة بين مختلف الأديان فيه. وفي الخامس والعشرين من تشرين الثاني الماضي، أكد البابا فرنسيس في خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في الفاتيكان أن لبنان هو “رسالة وهو أيضًا وعد علينا أن نناضل من أجله”، مضيفًا: “ليأخذ الربّ لبنان بيده قائلًا له: قم وانهض!”
وفي 4 آب 2021، في ختام المقابلة العامّة، إذ ذكّر بذكرى الانفجار الرهيب الذي حدث في مرفأ بيروت، أطلق البابا فرنسيس نداءً جديدًا للمجتمع الدولي، طالبًا فيه أن تتمّ “مساعدة لبنان لكي يقوم بمسيرة “قيامة” من خلال تصرّفات ملموسة.
وختامًا في يوم الصلاة والتأمّل من أجل لبنان الذي عُقد في الفاتيكان في الأوّل من تموز 2021، أعاد البابا فرنسيس التأكيد بقوّة، قائلًا: “كَفَى أن يَبحَثَ عَدَدٌ قَليلٌ مِنَ الناسِ عَنْ مَنفَعَةٍ أنانِيَّة علَى حِسابِ الكَثيرين! كَفَى أن تُسَيْطِرَ أَنصافُ الحَقائِقِ علَى آمالِ الناس!” كَفَى اسْتِخدامُ لبنانَ والشَّرقِ الأوْسَط لِمَصالِحَ وَمَكاسِبَ خارجِيَّة! يَجِبُ إعْطاءُ اللبنانِيِّينَ الفُرصَةَ لِيَكُونوا بُناةَ مُسْتَقبَلٍ أفضَل، علَى أرضِهِم وَمن دونِ تَدَخُّلاتٍ لا تَجُوز”. وخلص إلى القول: “أيُّها الإخِوَةُ والأخَوات، لتَخْتَفِ لَيْلَةُ الصِّراعاتِ وَلْيُشْرِق مِن جَديد فَجرُ الأَمَل. لِتَتَوَقَّفْ العَداوات، وَلْتَغْرُبْ النِزاعات، فَيَعُودَ لبنانُ إشعاعًا لِنورِ السَّلام”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العام يصادف الذكرى السنويّة الخامسة والسبعين على العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي ولبنان والذكرى الخامسة والعشرين لزيارة القديس يوحنا بولس الثاني الرسوليّة إلى البلاد في 10 أيّار 1997 بمناسبة توقيع الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس “رجاء جديد للبنان”، ثمرة السينودس الذي عقد في روما في العام 1995. وتأتي زيارة المطران غالاغير أيضًا بعد عشر سنوات على الزيارة الرسوليّة للبابا بندكتس السادس عشر الذي وقّع في بيروت الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس “الكنيسة في الشرق الأوسط”، عقب سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط الذي عُقد في العام 2010.
ترجمة: فاتيكان نيوز