أكد راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر في قدّاس أحد القيامة من كاتدرائيّة مار جرجس- بيروت أن لبنان سيقوم كما قام المسيح، داعيًا إلى رفع الدعاء على نيّة وطننا ليبقى بلد الرسالة.
وألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
“المسيحُ قام!… حقًّا قام، وغلب الموت قاتل الناس، وكسر شوكة الجحيم! دحرجَ حجر قبره، وفتَّحَ كلّ القبور على وجه الله الآب! جاءت المريَمات “حيث وضعوه” مكتئبات وباكيات، وعُدنَ منه مهلِّلات وفرحات! الرسل خرجوا من عِليَّة خوفهم ولم يعودوا إليها! آدم وحواء هجرا الظلمة التي سكناها طويلًا ليرجعا إلى عدنٍ فيسامران الله! إبراهيم وموسى وإيليا رأوا هذا اليوم الذي صنعه الربّ وفرِحوا لأنَّ الوعد يتحقَّق!
ما أسعدنا لأنَّ الخلاص تمَّ! ما أسعدنا لأنّنا إن متنا أم حيينا فمع المسيح! ما أسعدنا لأنَّ إلهَنا لم يأتِ إلى العالم ليدين الخاطئ بل ليخلّصَه! ما أسعدنا لأنَّ لا شيء يفصلنا عن محبّة الله لنا! ما أسعدنا لأننا في البدء كنَّا في قلبك، ولأنَّ القيامة حقيقةٌ، سنعود إلى قلبك!
قد نتألم في حياتنا ولكنّنا بقيامتك نحوّل تألّمنا إلى فعل محبّة وإيمان. قد نحتارُ في فَهمِ إرادتك في أحداث حياتنا ولكنَّنا بقيامتك سنعيش إرادتك في كلّ أحداث حياتنا. قد نحزن ولكنَّنا بقيامتك لن نحزن كمن لا رجاء لهم. سنموت ولكنَّنا بعد قيامتك سندخل ملكوتك، لنستمرّ في حياة المحبَّة مع أهلنا وإخوتنا.
إخوتي وأخواتي،
لنرفع الدعاء معًا في صباح هذا العيد الكبير على نيّة وطننا لبنان ليبقى بجهد الجميع البلد الرسالة.
لنذكر ضحايا انفجار مرفأ بيروت الموتى والأحياء، وليعرف الجميع أنَّنا لن نتخلّى عن حقّنا في معرفة السبب والمسبّب، أكان داخليًّا أم خارجيًّا.
لنطلب من الروح القدس أَن يحرّك فينا الغيرة على الصالح والصحيح، فنبتعد عن كلّ إثم وفساد ولا ندعم أيّ أثيم وفاسد. دعونا لا ننسى ضحايا الكورونا والمصابين به وأهلهم. لنحمل معهم صليبهم بالصلاة من أجلهم وبالوقوف إلى جانبهم رسلَ محبَّة.
لنقل للحاكمين في بلدنا الذين يتقاسمون في ما بينهم خبزنا وتعب أيدينا، من ينهبون بلدنا ويظلمون أهله، ولنقل للمتسلّطين الذين يصادرون إرادتنا وأحلامنا، لبنان سيقوم كما المسيح وأنتم ستهربون كما الحرّاس عند القبر.
لنفكّر أيضًا في هذا الوقت بالثوار الحقيقيّين الذين على مثال المسيح يواجهون الشرّ والبغض بالعمل من أجل الآخرين والأنانيّة بالمجانيّة والكبرياء والتسلّط بالخدمة. آمين”.