دعا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر المسؤولين، في القداس الإلهيّ الذي احتفل به لمناسبة عيد الرحمة الإلهيّة والأحد الجديد في كنيسة مار يوسف الحكمة، إلى رحمة الشعب اللبناني وحمل همومه والسعي إلى إنهاء الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة في البلاد.
وألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها:
“تحتفل الكنيسة في هذا الأحد بعيد الرحمة الإلهيّة وهو عيد أسّسه البابا القديس يوحنا بولس الثاني للكنيسة جمعاء سنة ألفين، ليذكِّر بمحبّة الله الآب اللامحدودة ورغبته الشديدة في خلاص كلّ خاطئ وخاطئة، وليكون مناسبة يتوب فيها كلّ إنسان عن ضلاله، ويسمع من أبيه المنتظر له كلمات الحبّ والحنان.
أن يرحمنا الله الآب لا يعني فقط أن يغفر ذنوبنا وخطايانا ويرأف بنا يوم الدينونة.
إن هذه العبارة تعني أنه يأخذنا من حيث نحن، من ضعفنا ورتاتنا، ويرفعنا إليه، ويحملنا في رحمه إلى جوار قلبه.
أن يرحمنا الله يعني أن ابتعادنا عنه هو انسلاخ عن قلبه وخروج من رحمه، وهو يسبّب ألمًا كبيرًا له، وعودتنا إليه هي خلاص لنا وفرحة كبيرة له.
ما أعظم حبّك يا الله الآب!
نحن المسيحيين عمومًا وأفراد جماعات الرحمة الإلهيّة خصوصًا، نحن الذين نختبر كلّ يوم رحمة الله الآب ونعيش فيها، نحن مدعوّون إلى أن نرحم الآخر، حتى العدو، أي أن نحمله في رحمنا إلى جانب قلبنا كلّ يوم، ولنعمل لتكون له الحياة، وتكون له وافرة، وإلا ما كنّا أبناء أبينا الذي في السماوات وبناته.
وإلى المسؤولين في بلادي أقول: ارحموا الشعب اللبناني. اجعلوه في جوار قلبكم واحملوا همومه واعملوا ليلَ نهار لإنهاء الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة.
تذكّروا مثل الغني الذي لم يرحم الفقير لعازر. تذكّروا ما آل إليه. تذكّروا كيف كان يتعذّب في جهنم. إنني أصلّي لأجلكم حتى لا تستغرقوا في الكبرياء والأنانية وحبّ التملّك والتسلّط حتى لا تُمضوا الأبديّة في نار لا تنطفئ”.
