أسرة تحرير «قلم غار»
طالب المطارنة الموارنة، بعد اجتماعهم الشهري اليوم في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، المجتمع الدولي بالحلّ الدبلوماسي للحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل وبإقرار وقف فوري للنار وتطبيق القرار 1701 تمهيدًا لعودة النازحين إلى بلداتهم وبيوتهم، وبوضع حدٍّ للاعتداءات الإسرائيليّة المُنتهِكة لسيادة لبنان والعابثة بحياة مواطنيه.
وأبدى الآباء ارتياحهم إلى الوجه الإنساني والوطني والحضاري الذي قوبل به النازحون، راجين التنبُّه من أجل التصدّي لأيّ إشكالاتٍ قد تحصل من خلال تشكيل لجان للتنسيق بالتعاون مع المحافظين والبلديّات والاتحادات البلديّة والجمعيّات الأهليّة والمؤسسات العسكريّة.
وفي ختام الاجتماع، أصدروا البيان الآتي:
1.يرفع الآباء آيات الشكر لله على النعم التي أغدقها على كنيسته بإعلان قداسة عدد من القديسين الجدد، وفي طليعتهم شهداء دمشق بمن فيهم الإخوة المسابكيّون الموارنة، كما يشكرون البابا فرنسيس على تكرّمه بترؤّس هذا الاحتفال الذي شارك فيه عدد كبير من البطاركة والكرادلة والأساقفة والكهنة وآلاف المؤمنين من مختلف بلدان العالم.
2.يتوقّف الآباء بمرارةٍ وأسى أمام هول الكارثة التي حلّت بلبنان، وخلّفت حتى الآن أعدادًا كبيرة من الضحايا والدمار والخراب في القرى والبلدات والمدن في الضاحية الجنوبيّة والجنوب والبقاع، وعددٍ من الأنحاء اللبنانيّة الأخرى. ويطالبون المجتمع الدولي بالحلّ الدبلوماسي للحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل وبإقرار وقفٍ فوري للنار وتطبيق القرار 1701 تمهيدًا لعودة النازحين إلى بلداتهم وبيوتهم، وبوضع حدٍّ للاعتداءات الإسرائيليّة المُنتهِكة لسيادة لبنان والعابثة بحياة مواطنيه، وآخرها الإنزال البحري الذي نفّذه الجيش الإسرائيلي في منطقة البترون، وانتهى بخطفِ لبنانيٍّ من مقرّ إقامته.
3.يحيّي الآباء أصحاب الغبطة والسماحة الذين اجتمعوا بدعوةٍ من البطريرك الماروني في قمّة روحيّة صدر عنها بيان يُعبِّر أصدقَ تعبيرٍ عن تضامن العائلات الدينيّة اللبنانيّة في وجه تمادي العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولا سيّما طلبهم من مجلس الأمن الدولي الدفع في اتجاه إصدارِ قرارٍ سريع بوقف إطلاق النار، إنقاذًا للبنانيين، وخصوصًا النازحين منهم الذين يترقّبون معالجة إنسانيّة كريمة لأوضاعهم، بعدما دهم الشتاء البلاد، وباتت نقاط النزوح في حالٍ حرجة جدًّا على صعيد الوقاية من المطر والثلج والبرد.
4.يحيي الآباء مبادرة الرئيس الفرنسي بعقد مؤتمر باريس لدعم شعب لبنان وسيادته. ويرحّبون شاكرين بمواقف المؤتمرين المؤكدة وجوب خلاص لبنان من محنته، ولا سيّما استعدادهم للمساعدات الماليّة، وبخاصة مساندة الجيش اللبناني تمويلًا وتسليحًا وتدريبًا وتأهيلًا، من أجل اضطلاعه بمسؤوليّاته السياديّة على الأرض اللبنانية كاملةً.
5.يتوجّه الآباء بالشكر إلى الدول الشقيقة والصديقة التي سارعت إلى إمداد لبنان بما يحتاج إليه لخدمة النازحين من أبنائه، على صعيد مستلزمات الإقامة والمأكل والاستشفاء، متمنّين لها دوام الخير والعافية والسلام.
6.يبدي الآباء ارتياحهم إلى الوجه الإنساني والوطني والحضاري الذي قابل به أبناؤنا إخوانهم النازحين، راجين استمرار حسن استقبالهم لهم، والتنبُّه من أجل التصدي لأيّ إشكالاتٍ قد تحصل، من خلال تشكيل لجان للتنسيق بالتعاون مع المحافظين والبلديّات والاتحادات البلديّة والجمعيّات الأهليّة والمؤسسات العسكريّة والأمنيّة المتأهّبة لكل عونٍ في هذا المجال.
7.يدعو الآباء القيّمين على القطاع التربوي إلى التعاون الإيجابي، ويتمنّون على وزارة التربية الوطنيّة إنشاء لجنةٍ مركزيّة مختصّة تمثّل المدارس الخاصّة والرسميّة لوضع آليّة عملٍ واضحة من أجل إنقاذ العام الدراسي لجميع الطلّاب.
8.في خضمّ هذه الحرب العبثيّة المفروضة على لبنان، والتي تهدّد مصيره كيانًا وشعبًا، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم وجميع اللبنانيين إلى التمسّك بإيمانهم المبنيّ على قول المعلّم الإلهي: «لا تخافوا! أنا غلبت العالم… وأنا معكم إلى منتهى الدهر»، وإلى تكثيف الصلاة وأعمال البرّ، ملتمسين من الله بشفاعة العذراء مريم سيّدة لبنان وجميع قديسيه، أن ينير عقول جميع المسؤولين، فيعملوا على إيقاف القتل والدمار وإحلال الأمن والسلام في ربوع هذا الوطن وهذه المنطقة والعالم.