أبدى المطارنة الموارنة ارتياحهم إلى بداية حلّ الأزمة مع المملكة العربيّة السعوديّة، آملين عودة العمل المؤسساتي الدستوري إلى مجلس الوزراء قريبًا.
وأعربوا عن استيائهم من بلوغ نحو 90% من اللبنانيين عتبة الفقر، محذّرين من مساعي بعض السياسيين لمنع حصول الاستحقاق الانتخابي.
وكان المطارنة الموارنة قد عقدوا اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة.
وفي ختام الاجتماع، أصدروا البيان الآتي:
1-يرفع الآباء شكرهم لله على زيارة البابا فرنسيس قبرص، والترحيب الذي خصّه به، في كاتدرائية سيّدة النعم- نيقوسيا، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع راعي الأبرشيّة المطران سليم صفير وكهنتها وأبنائها والوفود الآتية خصّيصًا من لبنان. وإذ يشكرون البابا على كلامه الذي توجّه به إلى لبنان وأهله بعاطفة أبويّة، يعتبرون أن زيارته هذه جاءت للبنان أيضًا، آملين بتجسُّدها عندنا قريبًا، ويضمّون صلاتهم إلى صلاته من أجل بلوغ بلادنا خلاصها. كما يرجون أن تؤدّي اتصالات الكرسي الرسولي دوليًّا إلى تحرّر لبنان من التجاذبات الإقليميّة التي تُكبِّل إرادته، ووضعه على سكّة استعادة حرّيّة قراره.
2-تابع الآباء بفرح كبير محطّات الزيارة الرعويّة التي قام بها الراعي إلى جزيرة قبرص، وقد بدأها بزيارة كلّ من رئيس الجمهوريّة نيكوس أنستاسيادس، ورئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني. شملت الزيارة القرى المارونيّة المُهجّرة في شمال قبرص. ويضمّون رجاءهم إلى رجاء أبنائهم وبناتهم هناك بأن تتوافر عودتهم الآمنة والكريمة إلى بيوتهم وأراضيهم بعد طول معاناة، بدأت في العام 1974. وشملت الزيارة أيضًا الرعايا القديمة والحديثة في الجزء الجنوبي من الجزيرة. وأثنوا على جهود راعي الأبرشيّة المطران سليم صفير ومعاونيه من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، في ترتيب زيارة البابا الرسوليّة وتنظيمها، وزيارة البطريرك الماروني الرعويّة.
3-يبدي الآباء ارتياحًا إلى بداية حلّ الأزمة مع المملكة العربيّة السعوديّة، بفضل التعاون القائم بين رئيس الجمهوريّة الفرنسيّة إيمانويل ماكرون ووليّ عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، ويأملون عودة العمل المؤسساتي الدستوري إلى مجلس الوزراء قريبًا، ويدعون المسؤولين المخلصين للوطن إلى فرض تماسكهم الأخلاقي والسياسي، ومتابعة السعي الى حلّ الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة التي تتخبّط فيها البلاد، في وقتٍ هو الأدهى ربما في تاريخ لبنان المعاصر، وقد هال الآباء بلوغ نحو 90% من اللبنانيين عتبة الفقر، وفق تقارير دوليّة مرجعيّة. وهم يترقبّون مع المجتمع الدولي صحوة ضمير لدى المسؤولين تُعيد إلى هذا الوطن حضوره، من خلال التقيُّد خصوصًا بالإصلاحات الضروريّة المطلوبة لتعافيه.
4-يحذّر الآباء ممّا يحكى عن مساعي من بعض السياسيين لمنع حصول الاستحقاق الانتخابي الذي يمثّل حقًّا أساسيًّا للمواطنين في المساءلة والمحاسبة، وحاجة ملحّة لتداول الحكم على قاعدة النزاهة والجدارة والخبرة النبيلة في شؤونه. ويناشدون أهل التأثير السياسي الإيجابي والصحافة ووسائل الإعلام والقوى الحيّة في المجتمع المدني التركيز على هذا الواجب الدستوري في مواقفهم وتحليلاتهم، بحيث يتعزّز المناخ الديمقراطي الحرّ، وتغدو هذه الانتخابات المطلب المصيري للتجديد المرتجى في العمل الوطني.
5-يراقب الآباء بقلق كبير عودة جائحة كورونا إلى اجتياح جديد للساحة اللبنانيّة عبر تصاعد أعداد الإصابات والوفيات، ويطالبون المسؤولين المعنيين باللجوء إلى معالجات ذكيّة وحازمة تقي البلاد خطورة تفاقم الحال المرضيّة وسلبيّاتها على ما تبقّى من اقتصاد وتربية وما إليهما من مظاهر الحياة عندنا، كما يذكّرون المواطنين بضرورة التقيّد بالتدابير الوقائيّة المطلوبة.
6-تحتفل الكنيسة في الخامس والعشرين من هذا الشهر بعيد ميلاد السيّد المسيح بالجسد من مريم العذراء في مغارة بيت لحم، آخذًا بشريّتنا بكل ما فيها من ضعف، ما عدا الخطيئة، وأتمّ سرّ فدائنا بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات، مشركًا إيّانا بهذا الانتصار.
يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم للاستعداد لهذا العيد بالصلاة والتقشّف ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وما أكثرهم في أيّامنا، وأن يسألوا بصلواتهم طفل المغارة الذي دعاه الأنبياء ملك السلام، أن ينشر السلام في وطننا وفي هذه المنطقة التي عاش على أرضها، وفي العالم أجمع.