جدّد المطارنة الموارنة موقفهم الداعي إلى تعزيز الأجواء السياسيّة والأمنيّة الكفيلة بإجراء الانتخابات النيابيّة على قواعد الحرّيّة والديمقراطية، داعين المسؤولين إلى عدم ربط الطموحات الانتخابيّة بالإضرار بالماليّة العامة والتعيينات الإداريّة من خلال تعزيز المصالح الخاصّة والفئويّة على حساب الخير العام.
وأملوا في المزيد من الرقابة والتشدّد في أسعار السلع والخدمات، راجين أن تأتي مناقشة بنود مشروع الموازنة العامة مراعية الصالح العام وآخذة في الاعتبار واقع البلاد وقدرة اللبنانيين على التحمّل.
وكان المطارنة الموارنة قد عقدوا اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع، أصدروا البيان الآتي:
1-يشكر الآباء الله على عودة الراعي سالمًا من سفره أسبوعين حيث شارك مع بعض من مطارنتنا، في حاضرة الفاتيكان، في الجمعيّة العموميّة لمجمع الكنائس الشرقيّة والمؤتمر الليتورجي، وفي مدينة فلورنسا، في المؤتمر الذي نظّمه مجلس مطارنة إيطاليا ورئيس بلديّة المدينة بعنوان “البحر المتوسّط-مساحة سلام”، بحث فيه المشاركون من أساقفة ورؤساء بلديّات كبريات مدن المتوسّط في تعزيز فرص السلام والمطالبة بالاعتراف بالمواطنة الكاملة لجميع مواطني بلدانهم يتساوون فيها بالحقوق والواجبات. ووقّع المشاركون على “شرعة فلورنسا” التي شدّدوا فيها على دور الكنائس والجماعات الدينيّة والمجتمعات المدنيّة في بناء عالم جديد يحترم شرعة حقوق الإنسان ويعزّز حضارة الأخوّة والعدالة والسلام في المتوسّط الذي هو ملتقى الحضارات والثقافات والديانات.
2-يُعرب الآباء عن ألمهم وحزنهم لفشل جميع المحاولات السياسيّة والديبلوماسيّة من أجل تجنّب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، ويعتبرون أنّ ما تخلّفه من ضحايا وخراب، دليلٌ على الاستسلام لمنطق النزاع والعنف. ويعربون عن قربهم من العائلات اللبنانيّة والطلاب المحاصرين في أوكرانيا، مطالبين الدولة اللبنانيّة بإجلائهم. ويسألون الله الرحمة لضحايا هذه الحرب والشفاء للجرحى والمعوّقين، واستجابة الصلوات الصاعدة من كلّ صوب من أجل إخماد النيران والتحوُّل إلى معالجة بؤر التوتّر في أكثر من بلد، ولا سيّما في الشرق الأوسط.
3-يترقّب الآباء إقرار المجلس النيابي مشروع الموازنة العامة في مدى قريب، ويرجون أن تأتي مناقشة بنوده في المستوى المطلوب في هذا الظرف العصيب، بحيث تؤكد الصالح العام، وتأخذ في الاعتبار واقع البلاد وقدرة اللبنانيين على الاحتمال والاستجابة لموجباتها، ولا ترضخ للزبائنيّة التي لطالما أفسدت الدور المطلوب من الدولة.
4-يجدّد الآباء موقفهم الداعي إلى تعزيز الأجواء السياسيّة والأمنيّة الكفيلة بإجراء الانتخابات النيابيّة على قواعد الحرّيّة والديمقراطيّة، ويدعون المسؤولين إلى عدم العودة إلى ربط الطموحات الانتخابيّة بالإضرار بالماليّة العامة والتعيينات الإداريّة من خلال تعزيز المصالح الخاصّة والفئويّة على حساب الخير العام.
5-يأمل الآباء بمزيد من الرقابة والتشدّد في أسعار السلع والخدمات، بعدما تبيّن إفلاتها من أيّ ضوابط تتعلّق بقيمة الليرة اللبنانيّة مقارنةً بالعملات الأجنبيّة، وارتفاع الضغوط المعيشيّة والحياتيّة على المواطنين، ولا سيّما في مجال الغذاء والصحّة والتربية.
6-في مستهل زمن الصوم الكبير، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم المؤمنين إلى عيش هذه المرحلة بالصلاة والتقشف وأعمال المحبّة، وتحمّل ما يلاقونه من محن في هذه الظروف الصعبة، مشركين أوجاعهم بآلام المسيح الخلاصيّة، استعدادًا لمشاركته فرح الفداء ومجد القيامة.