دعا المطارنة الموارنة الدولة إلى الإسراع في ترميم العلاقات مع دول الخليج، وإزالة أسبابها، وعودة حركة التصدير والاستيراد معها، مشدّدين على إيلاء الجانب المعيشي والحياتي للمواطنين الأولويّة.
وأكدوا ضرورة إقامة الانتخابات النيابيّة في مواعيدها، مناشدين جميع المُخلِصين من ذوي المسؤولية الوقوف في وجه أيّ محاولات تعطيليّة لها.
وكان المطارنة الموارنة قد عقدوا اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة.
وفي ختام الاجتماع، أصدروا البيان الآتي:
1-يهنّئ الآباء الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة الشقيقة على انتخاب “أبيها ورأسها” الجديد البطريرك رافائيل بطرس ميناسيان، ويتمنّون له النجاح في خدمته الرسوليّة على كرسي بيت كيليكية، ويسألون الله أن يعضده بنعمته ليحقّق أمنيات قلبه.
2-يبدي الآباء استياءهم وحزنهم البالغَيْن أمام الأحداث المفاجئة والمُستغرَبة التي كانت منطقة عين الرمّانة-الطيّونة مسرحًا لها. ويتقدّمون بالتعازي من أهالي الضحايا والتمني بالشفاء العاجل للجرحى، ويُؤكِّدون أن خلاص البلاد الوحيد يكمن في تعزيز حضور الدولة الأمني والاجتماعي، وعملها على إحقاق الحقوق وسيادة العدالة، من خلال تحرير القضاء من التسييس والتطييف، وإطلاق يده في التحقيقات العائدة إلى تفجير مرفأ بيروت من جهة، وتلك العائدة إلى الأحداث المُشار إليها، من جهة أخرى، بعيدًا عن فوضى الاتهامات الشعبويّة والاتهامات المُقابِلة لها، وعن امتهان الكرامات وتركيب الملفّات في حقّ الذين يُستدعَون أو يُساقون إلى التحقيق.
3-يُشدّد الآباء على أن ظروف البلاد المأساويّة كانت تقتضي أن تتشكّل حكومة في منأى عن التسييس، مهمّتها الأساسيّة استجابة الشروط الدوليّة الموضوعة لمساعدة لبنان، ولا سيّما البدء بتنفيذ الإصلاحات على كل صعيد. إنه من المُعيب حقًّا تحوُّل التماسُك الوزاري تعطيلًا للسلطة الإجرائيّة وزيادةً في شلل البلاد ونزيفها. وإن أبسط موجبات المسؤوليّة الوطنيّة الترفّع عن الخلافات السياسيّة والإقبال على العمل الدؤوب تنفيذًا للبيان الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه.
4-يدعو الآباء المسؤولين في الدولة إلى الإسراع في ترميم العلاقات مع دول الخليج، وإزالة أسبابها، وعودة حركة التصدير والاستيراد معها. ويدعونهم إلى إيلاء الجانب المعيشي والحياتي للمواطنين الأولويّة على ما عداه، بعد تفاقم أزمات المحروقات وما ينسحب عليها بما لم يعُدْ في استطاعة اللبنانيين تحمّله وبما يُهدِّد الأوضاع الأمنيّة. ولنا في تفشّي السرقات وأصناف الاحتيال والسلب والنهب دليل كبير وخطير على ذلك، بالإضافة إلى نزيف الهجرة.
5-يشدّد الآباء على الأهميّة القصوى لإقامة الانتخابات النيابيّة في مواعيدها، ويُناشِدون جميع المُخلِصين من ذوي المسؤولية الوقوف في وجه أيّ محاولات تعطيليّة لها، وصيانة حقّ الترشّح والاقتراع باعتباره حقًا دستوريًا من شأنه الإسهام في إحداث تغيير مطلوب في إدارة الشأن اللبناني العام.
6-دخلت كنيستنا مسيرة الكنيسة السينودسيّة الخاصّة بالكنيسة الكاثوليكيّة، وعنوانها: “شركة وشراكة ورسالة”. ويسأل الآباء أبناءهم وبناتهم الانضمام بالصلاة إلى هذه المسيرة، وتلبية ما يطلب منهم رعاتهم من إسهام في إنجاحها وتحقيق غاياتها التي تصبّ تمامًا في غايات الصالح المسيحي واللبناني العام.