أبدى المطارنة الموارنة استغرابهم من التلكؤ الرسمي عن تشكيل حكومة جديدة بالسرعة التي تتطلّبها ظروف البلاد الصعبة والدقيقة، ودعوا المعنيّين بالأمر إلى طرح المحاصصة والشروط المتبادلة جانبًا، وعدم دفع الأوضاع السياسيّة إلى المزيد من التعقيد المُولِّد لانقسام في الرأي يتناول الدستور وموجباته.
وأهابوا بأعضاء المجلس النيابي رفض التفكير بالشغور في سدّة الرئاسة بحكم الدستور، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، مع بدء المهلة الدستوريّة، لافتين الانتباه إلى أن الشعب يحمّلهم مسؤوليّة المماطلة في العمل الانتخابي، والمُنتظر منه أن يأتي على رأس الجمهوريّة بشخصيّة متمتّعة بالمواصفات التي أصبحت معروفة ومنفتحة على محاورة الأطياف السياسيّة كلّها، ومؤهَّلة وقادرة على الإسهام الفعّال في وضع لبنان على سكّة الإصلاح والتعافي.
وكان المطارنة الموارنة قد عقدوا اجتماعهم الشهري في المقرّ الصيفي للبطريركيّة في الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع، أصدروا البيان الآتي:
1-يستغرب الآباء هذا التلكؤ الرسمي عن تشكيل حكومة جديدة بالسرعة التي تتطلّبها ظروف البلاد الصعبة والدقيقة للغاية. ويدعون المعنيّين بالأمر إلى طرح المُحاصصة والشروط المتبادلة جانبًا، وعدم دفع الأوضاع السياسيّة إلى مزيد من التعقيد المُولِّد لانقسام في الرأي يتناول الدستور وموجباته.
2-يهيب الآباء بأعضاء المجلس النيابي، كتلًا ومستقلّين، رفض مجرّد التفكير بالشغور في سدّة الرئاسة بحكم الدستور، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، مع بدء المهلة الدستوريّة لذلك. ويلفتون الانتباه إلى أن الشعب الذي أوكل إلى نوّابه مهمّة التشريع والرقابة وإتمام الاستحقاقات الدستوريّة في موعدها وعلى نحو طبيعي وسليم، يحمّلهم مسؤوليّة المماطلة في العمل الانتخابي، والمُنتظر منه أن يأتي على رأس الجمهوريّة بشخصيّة متمتّعة بالمواصفات التي أصبحت معروفة، ومنفتحة على محاورة الأطياف السياسيّة كلّها، ومؤهَّلة وقادرة على الإسهام الفعّال في وضع لبنان على سكّة الإصلاح والتعافي.
3-يُعبّر الآباء عن قلقهم الشديد أمام تهاوي الجسم الإداري والقضائي والرقابي والأمني، فيما جنون الأسعار وانعدام توافر المتطلّبات الحياتيّة الدنيا، من غذائيّة وكهربائيّة ومائيّة وصحيّة، يلقيان بالمواطنين ضحيّة فوضى لا يعرف أحد مُنتهاها. ويناشدون المسؤولين في القطاعين العام والخاص تحكيم ضمائرهم والنظر إلى مصلحة الدولة والشعب وتقديمها على أيّ مصلحة أخرى، ضنًّا بما تبقّى من مقوّمات لهذه الدولة.
4-يوجّه الآباء تحيّة إلى المؤسّسة العسكريّة في جهودها الهادفة إلى ضبط الأوضاع والحؤول دون تفلّتها. ويرون أن للبنانيّين جميعهم مسؤوليّة كبرى في مؤازرتها لنجاح المهمّات المُلقاة على عاتقها.
5-تحتفل الكنيسة في منتصف هذا الشهر بعيد ارتفاع الصليب المقدّس الذي حوّله السيّد المسيح بسفك دمه عليه من أداة تعذيب واحتقار إلى ينبوع خلاص وفداء للبشريّة كافة. في هذه المناسبة، يدعو الآباء جميع أبنائهم وبناتهم إلى الاستعداد لهذا العيد بالصلاة والتوبة وأعمال الخير، سائلين الله أن يمنح الجميع النعم اللازمة كي يحملوا صليبهم اليوميّ بإيمان وصبر ورجاء، متشبّهين بالمسيح الفادي والقديسين والشهداء الذين سبقونا.