كلود حداد
في العام 2017، نشر القديس عبد الأحد صلاة المسبحة الورديّة المقدّسة في أوروبا والعالم، وأدخل عليها بالتعاون مع الأب دي لا روش أسرار التأمّل في حياة يسوع ومريم، وهي: أسرار الفرح والحزن والمجد، وأطلقا عليها تسمية المسبحة الورديّة لأنها تشبه باقة من الورود المُهْداة إلى مريم العذراء.
في العام 1569، التجأ المؤمنون إلى باحة الفاتيكان في روما، يتضرّعون خائفين من انهزام الجيوش الأوروبيّة أمام الزحف العثماني، فطلب منهم البابا بيوس الخامس أن يصلّوا المسبحة الورديّة، ودخل الى غرفته، وركع أمام المصلوب، وتلا الورديّة وطلبة مريم العذراء، ثمّ خرج إلى شرفته، معلنًا للجماهير: «أبشّركم بانتهاء الحرب وانتصار المسيحيين». وتحقّقت يومئذٍ هزيمة الأتراك في معركة ليبانتي.
إثر هذه الأعجوبة، أضاف البابا بيوس الخامس إلى طلبة العذراء «يا معونة النصارى»، بينما أضاف خَلَفُه البابا غريغوريوس الثالث عشر على الطلبة «يا سلطانة الورديّة المقدّسة»، وأعلن 7 تشرين الأوّل عيد الورديّة المقدّسة. وحوّل البابا يوحنا الثالث والعشرون التسمية إلى «عيد العذراء سيّدة الورديّة المقدّسة» في العام 1960. بعد 42 عامًا، أضاف البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي «مسبحة العذراء مريم» أسرار النور المقسّمة إلى عماد المسيح، وعرس قانا، وإعلان مجيء ملكوت الله، والتجلّي الإلهي، والعشاء السرّي.
الورديّة في أقوال القديسين
يقول القديس يوحنا بوسكو: «إن تلاوة المسبحة الورديّة والسلام عليكِ يا مريم تمكّننا من أن نهزم جميع شياطين جهنّم ونحطّمها».
ويؤكد القديس منصور دي بول أن تلاوة «السلام عليكِ يا مريم» تصنع عجائب أكثر من أيّ صلاة أخرى.
أما القديس لويس ماري غرينيون دي مونفور، فيقول: «عندما تُتْلَى الورديّة المقدّسة مع التأمّل في أسرارها، فهي ذبيحةُ تمجيدٍ لله لنعمة فدائنا، وتذكارٌ وَرِع لآلام يسوع المسيح وموته ومجده».