باسمة بو سرحال
اضطُهِدْتُ لأنّني مسيحي لكنني لم أكترث للظلم، بل تضاعف إيماني بالربّ مخلّصي، فبشّرتُ باسمه، ونشرتُ تعاليمه أينما كان. أنا البطريرك الأوّل في الكنيسة المارونيّة، أنا القديس يوحنا مارون، وهذه قصّتي مع يسوع المسيح.
———————————————————-
عام 628، في قرية سروم قرب أنطاكية، وُلِدَ يوحنا من أبوَيْن تقيَّيْن غذّيا نفسه بحبّ يسوع والإيمان الحقّ.
عقب موت والده، عاد إلى أنطاكية، بعدما غادرها إلى القسطنطينيّة لمواصلة تعليمه. إثر ذلك، قرّر تكريس ذاته للمسيح، فتوجّه إلى دير مار مارون على ضفّة العاصي حيث رُسِمَ كاهنًا، وسُمِّيَ يوحنا مارون.
عُيِّنَ أسقفًا وأُرسل إلى جبل لبنان عام 676، بعدما اضطرّ مع تلاميذه إلى الهجرة بسبب الاضطهاد الذي لحق بالمسيحيين آنذاك. فانتقل إلى الكرسي البطريركي في كفرحي في قضاء البترون حيث هامة القديس مارون داخل دير ريش مرو، ومعناه رأس مارون.
في النصف الثاني من القرن السابع، انتُخب يوحنا مارون بطريركًا ليكون البطريرك الأوّل في الكنيسة المارونيّة بعدما بات الكرسي الأنطاكي شاغرًا.
أحبّ البطريرك يوحنا مارون الفقراء، واهتمّ كثيرًا بالمرضى إذ كان يزورهم لينالوا نعمة الشفاء بصلاته. وبنى الكنائس والأديرة، والتفّ حوله المؤمنون بعدما رأوا فيه رجلًا شجاعًا غيورًا على كنيسته، ومبشّرًا بالإنجيل.
وضع القديس يوحنا مارون كتابه في العقيدة اللاهوتيّة، مؤكدًا أنّ في المسيح طبيعتين ومشيئتين وفعلين كاملين، وله في رتبة القداس نافور على اسمه.
انتقل البطريرك يوحنا مارون إلى أحضان الآب السماوي في 9 شباط 707، لكن الكنيسة المارونيّة تحتفل بتذكاره منذ العام 1787 في 2 آذار، بعد نقله لتزامنه مع عيد القديس مارون.
———————————————————-
أيها القديس يوحنا مارون، علّمنا التفاني في خدمة الكنيسة، فنكون رسلًا لكلمة يسوع، وأبناءً حقيقيين لمريم العذراء.