صوت صارخ في البرّيّة: “أعدّوا طريق الربّ. اصنعوا سبله مستقيمة” (مر 1: 3).
لقد أعدّ القديس يوحنا المعمدان الطريق للمسيح بكلمة الحقّ، ودعا الناس إلى التوبة، وعانى السجن والموت، فختم دعوته النبويّة بشهادة الدم، مستبقًا آلام المسيح وموته الفدائي.
لم يخف يوحنا من تحدّي الحاكم هيرودس أنتيباس إذ وبّخه باستمرار لتعدّيه على شريعة الله بزواجه من امرأة أخيه هيروديا.
في الوليمة التي دعا إليها هيرودس، حضرت ابنة زوجته سلومي، فرقصت، وأعجبت الملك الذي وعدها بأن يعطيها كل ما تسأله، ولو كان مبتغاها نصف المملكة.
سألت أمّها عن مرادها، فطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق.
لم يردّ هيرودس طلبها، فقطع رأسه وقدّمه إلى سالومي التي أعطته بدورها إلى أمّها.
باستشهاد يوحنا المعمدان، تحقّق فيه ما قاله عن نفسه مقارنة بالمسيح: “لا بدّ له من أن يكبر، ولا بدّ لي من أن أصغر” (يو 3: 30).
تحتفل الكنيسة بذكرى استشهاد يوحنا المعمدان في 29 آب، سائلة الله نعمة التحلّي بالشجاعة والجرأة في مسيرة الجهاد المتواصل في سبيل البشارة بالمسيح وتعاليمه على مثاله.