باسمة بو سرحال
اهتممتُ بكل معوزٍ ومريضٍ ومشرّد، وكنتُ مرشدًا لكل مَن احتاج المساعدة، فكان فرحي عظيمًا، وإيماني صلبًا. أنا مار منصور دي بول، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
من جذور فرنسيّة، تحدّر منصور دي بول. أبصر النور في قرية بوي في 24 نيسان 1581 من أبوَيْن مسيحيَّيْن فاضلَيْن يعملان مع أبنائهم في الأرض ورعاية الماشية.
هو الثالث بين إخوته الستة، وقد تميّز بتقواه وبذكائه الحاد، ما دفع والده الى إرساله للدراسة في كلّية داكس، المدينة المجاورة لمسقط رأسه.
بعد ذلك، درس منصور دي بول اللاهوت في كلّية تولوز، قبل أن يصبح كاهنًا في 23 أيلول 1600، وكان حينها في التاسعة عشرة من عمره.
في العام 1605، لدى عودته من رحلة إلى مرسيليا، ألقى عددٌ من القراصنة القبض عليه وباعوه كعبدٍ في أفريقيا الشماليّة لحوالى السنتين، لكنّه استطاع الهرب لاحقًا، وعاد إلى باريس حيث ساعده صديق في تأمين وظيفة له لدى الملكة «مارغريت دي فالوا»، الزوجة الأولى للملك هنري الرابع، والتي كلّفته بتوزيع النقود والخبز على الفقراء الذين يقصدون القصر، بعدما أقنعها شخصيًّا بهذه المبادرة الإنسانيّة.
بعدئذٍ، تنقّل منصور دي بول بين الأحياء، مقدّمًا المساعدة للمعوزين والمرضى والمشرّدين والمهمّشين. كما شيّد المستشفيات ودور العجزة، واعتنى بالأطفال المهملين، وأرشد السجناء واهتمّ بالإكليروس، وساعد القديسة لويزا دي مارياك في إنشاء جمعيّة راهبات المحبّة في العام 1633 التي انتشرت في أرجاء العالم كافة.
ذاع صيت الراهب منصور دي بول في كل مكان، هو الذي حمل اسم يسوع مبشّرًا بتعاليمه، زاهدًا متقشّفًا ومهتمًّا بالجميع.
انتقل منصور دي بول إلى الحياة الأبديّة في 27 أيلول 1660 عن عمرٍ ناهز الـ79 عامًا، وهو الذي ردّد دومًا: «لنحبّ الله بقوّة سواعدنا وبعرق وجوهنا».
في العام 1833، أسّس أنطوان فريدريك أوزانام جمعيّة مار منصور دي بول بطلب من رئيسة دير بنات المحبّة.
في 16 حزيران 1737، أعلنه البابا كليمانس الثاني عشر قديسًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكيّة التي تحتفل بعيده في 27 أيلول من كل عام. وقد سمّاه البابا ليون الثالث عشر شفيع أعمال المحبّة.
———————————————————-
أيها القديس منصور دي بول، اشفع بنا لننجو من الحروب وليعمّ العالم السلام كي نعيش بطمأنينة وننشر رسالة المحبّة على مثال يسوع المسيح.