باسمة بو سرحال
من كفرناحوم البداية، بعدما تبعتُ يسوع من دون تردّد، وشهدتُ على عجائبه وقيامته وصعوده إلى السماء، كتبتُ الإنجيل الأوّل. أنا القديس متى الرسول، وهذه قصّتي مع المخلّص.
———————————————————-
مرّ يسوع يومًا في كفرناحوم حيث التقى متى (لاوي بن حلفى) العشّار (جابي الضرائب)، ودعاه لينضمّ إليه، فلبّى النداء وترك كل شيء وتبعه ليصبح واحدًا من الاثني عشر رسولًا.
من ثم، أولم متّى على شرف يسوع في بيته حيث حضر عددٌ من العشّارين والخطأة. وهناك، ردّ يسوع على الكتبة والفرّيسيين الذين تذمّروا لأنّه يأكل مع هذه الجماعة، فقال: «لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى، لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطأة إلى التوبة» (مرقس 2: 16).
بعد صعود المسيح إلى السماء، لم يترك متى مكانًا إلا وبشّر فيه. وكان أوّل من كتب الإنجيل باللغة الآراميّة، قبل أن يُنقل إلى اليونانيّة، مؤكدًا أنّ يسوع هو المسيح المنتظر الذي تمّت به النبوءات.
متى، المولود في قانا الجليل، واسمه في العبرانيّة «متثيا» أي عطيّة الله، تنقّل بين مناطق عدّة بهدف البشارة ونشر تعاليم الكنيسة، منها صيدا وصور ومصر وبلاد الحبشة حيث بقي فيها أكثر من عشرين عامًا، فآمن على يده كثيرون، صانعًا المعجزات باسم الله وهادمًا هياكل الأصنام.
أقام متى من الموت ابن الملك واسمه أوفرانو، فآمنت المملكة بأسرها بالمسيح. وبقي يبشّر في بلاد الحبشة حتى استشهاده في الربع الأخير من القرن الأوّل.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديس متى الإنجيلي في تواريخ مختلفة، بينها 16 تشرين الثاني من كل عام، طالبةً شفاعته ليمنح الله المؤمنين النعمة كي يعيشوا بحسب تعاليم المسيح ويشهدوا للحقّ على الدوام.
———————————————————-
أيها القديس متى الرسول، ليكن الإنجيل الذي خطّته يداك خريطة طريق لكل من يتوق إلى السلام، وصولًا إلى السماء حيث لا نفاق ولا خبث ولا ضغينة.