باسمة بو سرحال
حملتُ مشعل المسيح مذ سمعتُ باسمه، وعاونتُ بولس الرسول في أسفاره التبشيريّة. أنا القديس لوقا الإنجيلي، شفيع الأطبّاء، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
من الوثنيّة إلى مبشّرٍ بالمسيح، هذا هو القديس لوقا الإنجيلي الذي أبصر النور في أنطاكية من أسرة يونانيّة. كان طبيبًا ورسّامًا بارعًا، ونُسِبَت إليه كتابة الأيقونة الأولى لمريم العذراء وهي تحمل الطفل يسوع.
في اللاتينيّة، يعني اسم لوقا «حامل النور»، هو الذي حمل مشعل المسيح من مكان إلى آخر بعدما آمن به وتعرّف على التلاميذ الذين جاؤوا من أورشليم إلى أنطاكية، مبشّرين بالإنجيل. وأصبح تلميذ بولس الرسول ورفيقه ومعاونه في رحلاته التبشيريّة، وأقام معه في قيصريّة فلسطين قرابة سنتين قبل الانتقال إلى روما حيث حضر استشهاده.
واصل لوقا الإنجيلي تبشيره بالسيّد المسيح، وكتب إنجيله وأعمال الرسل باللغة اليونانيّة حوالى العام 63.
حبُّه ليسوع قابله حبّ مماثل وعظيم لأمّه مريم البتول، فذكر في إنجيله ما تلقّنه منها، كحَبَلِها بالكلمة وزيارتها نسيبتها إليصابات والميلاد في بيت لحم والهروب إلى مصر والتقدمة في الهيكل.
وُصِفَ القديس لوقا الإنجيلي بأنّه أكثر الإنجيليين التصاقًا بالبشارة، وقيل عنه أيضًا إنّه خطيب بليغ للكنيسة. رقد بالربّ في العام 90، وكان في الرابعة والثمانين من عمره.
روى المؤرّخون أنّ «جثمان القديس لوقا الإنجيلي وُضِعَ في كيس وأُلقي في البحر، وبتدبير إلهيّ قذفته الأمواج إلى جزيرة، فوجده رجل مؤمن وأخذه وكفّنه… ونُقِلَ الجثمان في عهد الملك قسطنطيوس عام 357 إلى القسطنطينيّة مع رفات القديس أندراوس، ثم نُقِلَ بعد ذلك إلى إيطاليا عام 1177».
تحتفل الكنيسة الجامعة بعيد القديس لوقا الإنجيلي في 18 تشرين الأوّل من كل عام، سائلةً شفاعته من أجل السير في دروب الحكمة والشجاعة والبشارة.
———————————————————-
أيها القديس لوقا الإنجيلي، تحنّن علينا، فتنتعش نفوسنا من بركاتك. اشفع بنا ليزيد في قلبنا الإيمان والغيرة على كنيستنا كي نكون رسل سلام ومحبّة.