باسمة بو سرحال
لملمتُ أفكاري ودوّنتها على أوراق كتبي، فملأتُ صفحاتها بكنوز السماء وعظمة الخالق، بعدما غذّيتُ روحي بالقربان المقدّس. أنا شفيع الكتّاب ومعلّم الكنيسة. أنا القديس فرنسيس السالسي، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
بين 21 آب 1567 و28 كانون الأوّل 1622، حقبة زمنيّة مقدّسة بطلها فرنسيس دي سال الذي أبصر النور في مدينة سال الفرنسيّة. نشأ في كنف عائلة مسيحيّة ملتزمة بتعاليم الكنيسة. وكان الأكبر بين إخوته الستة.
ترعرع فرنسيس في بلدته حيث واظب على الصلاة اليوميّة والمشاركة في القداس وتلاوة المسبحة، فكان المثال الصالح لجميع المحيطين به.
بين عامَي 1578 و1588، درس العلوم الإنسانيّة في مدرسة كليرمونت اليسوعيّة في باريس. من ثم، انتقل إلى مدينة بادوفا الإيطاليّة ليدرس اللاهوت ويتخصّص في الحقوق لينال درجة الدكتوراه.
بعد سيامته الكهنوتيّة عام 1593، بذل جهودًا جبّارة في سبيل الإصلاح، فانطلق في مهمّة التبشير واستطاع أن يعيد كثيرين من البروتستانت إلى الكاثوليكيّة.
في 8 كانون الأوّل 1602، عُيِّنَ فرنسيس أسقفًا على مدينة جنيف في سويسرا، وأسّس مع القديسة جان دي شانتال رهبانيّة الزيارة للنساء.
عبّر فرنسيس عن حبّه ليسوع المسيح من خلال دعوته المؤمنين إلى زيارة القربان الأقدس والسجود له.
في مدينة ليون الفرنسيّة، أمضى فرنسيس أيّامه الأخيرة يساعد المؤمنين وجميع المحيطين به. وأصدر كتابه الشهير: «خواطر في محبّة الله»، مُدَوِّنًا: «إذا كان الإنسان يفكر بقليلٍ من الاهتمام بالألوهيّة، فسيشعر على الفور بعاطفة عذبة في قلبه، ما يثبت أنّ الله هو إله القلب البشري».
في العام 1622، انتقل فرنسيس إلى أحضان الآب السماوي، ودُفِنَ في مدينة أنسي الفرنسيّة. في العام 1665، أعلنه البابا ألكسندر السابع قديسًا.
«وداعة القديس فرنسيس دي سال ستكون دليلي في كل شيء»، هكذا عبّر القديس يوحنا بوسكو عن حبّه العميق لفرنسيس حتى إنّه سمّى الرهبانيّة التي أسّسها بـ«جمعيّة القديس فرنسيس السالسي».
أعلن البابا بيوس التاسع القديس فرنسيس دي سال معلّمًا للكنيسة في 19 تمّوز 1877. وأطلق عليه القديس البابا يوحنا بولس الثاني لقب «ملفان الحبّ الإلهي». وقال عنه البابا فرنسيس إنّ مرونته وقدرته على الرؤية هما مصدر نور لنا.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس فرنسيس دي سال في 24 كانون الثاني من كل عام، وهو شفيع الكتّاب والصحافيين.
———————————————————-
أيها القديس فرنسيس دي سال، اجعل قلوبنا تغوص في حبّ الإله الرحوم، فنحصد سلامًا داخليًّا يقودنا إلى الملكوت.