قال يسوع: “أعطيكم وصيّة جديدة: أحبّوا بعضكم بعضًا. كما أنا أحببتكم، أحبّوا أنتم أيضًا بعضكم بعضًا. إذا أحبّ بعضكم بعضًا، عرف الناس جميعًا أنكم تلاميذي” (يو 13: 34-35).
وكتب يوحنا الرسول في رسالته الأولى: “أيها الأحبّاء، فليحبّ بعضنا بعضًا لأن المحبّة من الله، وكل مُحبّ مولود لله وعارف بالله” (1 يو 4: 7).
هذا هو الحبّ الذي عاشه القديس فالنتين في حياته على هذه الأرض، مستشهدًا في سبيل الدفاع عن إيمانه وحبّه لله.
ولد القديس فالنتين في مدينة تيرني (إيطاليا) في العام 175، وكرّس حياته للجماعة المسيحيّة التي عانت من الاضطهادات. رُسم أسقفًا على مدينته في العام 197.
وفي غمرة الاضطهادات الشديدة التي عانتها الكنيسة آنذاك، أصدر القائد كلاوديوس القوطي قرارًا بمنع زواج الجنود، بحجّة أنه يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فعارض القديس فالنتين قراره المخالف لإرادة الله، واستمرّ بمنح سرّ الزواج للراغبين بالارتباط المقدّس في الخفاء، ما أغضب القائد القوطي، فقام بتعذيبه وسجنه حتى يمنعه عن تتميم رسالته الخلاصيّة، لكن القديس فالنتين لم يتراجع عن قراره، بل ظلّ يمنح سرّ الزواج في سجنه، وكان المتزوّجون الجدد يرمون له الورود الحمراء من خلف القضبان فرحًا بزواجهم ومنحهم السرّ.
في 14 شباط 296، أمر القائد القوطي بإعدامه وقطع رأسه بسبب عصيانه الأوامر، فنال القديس فالنتين إكليل الشهادة حبًّا بالمسيح.
وقد بنيت كنيسة في روما في المكان الذي استشهد فيه تخليدًا لذكراه في العام 350، واستمرّت الجماعات المسيحية آنذاك بالاحتفال بعيد القديس فالنتين الذي يرمز إلى الشهادة في سبيل الحبّ.