ب. ب.
في بيت متواضع عابق برائحة البخور، ولدتُ وترعرعتُ قبل أن أترك قريتي ويفوح عطر قداستي في العالم أجمع. أنا يوسف مخلوف، الساكن في قلوب الملايين والعابر للقارات والطوائف.
أبصرتُ النور في 8 أيّار 1828 في قريتي بقاعكفرا حيث أمضيت ثلاثًا وعشرين سنة فيها، كانت كافية لرسم طريقي الكهنوتيّة.
حياتي كلّها كرّستها للصلاة، وتعمّقت في اللاهوت على أيدي أساتذة قديسين، وعملت في حقول الدير بصمت.
زارعًا بذور المحبّة بين إخوتي الرهبان وجميع المحيطين بي، كنتُ للمسيح وللكنيسة الراهب المطيع بكلّ ما للكلمة من معنى، وعشتُ النذور الرهبانيّة كلّها.
عشتُ الحبّ النابع من قلب الله، وصرت مُتَيَّمًا بعظمة يسوع الذي ضحّى بحياته ليخلّصنا جميعًا وتفانيتُ في نشر إنجيله وتعاليم الكنيسة.
لمّا اختارني الربّ، لم أبخل يومًا بمساعدة طالبي الشفاء، من دون تمييز بين طائفة وأخرى، فأعطيتُ من كل قلبي وقوّتي، وصار الدير الذي احتضنني في عنّايا محجًّا لكل مؤمن، ودُوِّنَت في سجلاته مئات آلاف العجائب.
اليوم، أجدّد وعدي لسائلي شفاعتي بأنني سأصغي دومًا إليهم بتواضعٍ كبير، وسأكون حاضرًا إلى جانبهم لأمجّد اسم إلهي، خالق السماوات والأرض، إلى الأبد.