باسمة بو سرحال
لم أنكر إلهي يومًا، بل مجّدتُ اسمه طوال ثمانية وسبعين عامًا أمضيتها على الأرض، قبل أن يحتضنني في السماء. أنا القديس سبيريدون العجائبي، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
من راعي أغنام إلى راعي إيمان، هكذا يمكن وصف حياة سبيريدون الذي أبصر النور عام 270 وترعرع في جزيرة قبرص.
كان مسيحيًّا ملتزمًا بتعاليم الإنجيل، وغيورًا على كنيسته. تزوّج ورُزِقَ بفتاة وحيدة تُدعى إيريني، لكن زوجته توفيت بعد فترة وجيزة من زواجه. ولاحقًا، غيّب الموت ابنته أيضًا.
نظرًا لقربه من الناس ومساعدته الآخرين، ذاع صيته في كل مكان حتى إنّ المؤمنين اختاروه ليحلّ مكان أسقف مدينة تريميثوس بعد وفاته.
على الرغم من ذلك، لم يتغيّر أيّ شيء في حياته، فبقي راعيًا للأغنام، متواضعًا، يتنقّل سيرًا على الأقدام ولا يمتطي دابة كما كان سائدًا في ذاك الزمان، ويعتني بالفقراء والمحتاجين وأبناء رعيّته.
روايات كثيرة حُكِيَت عن سبيريدون، منها أنّ لصوصًا حاولوا سرقة عددٍ من أغنامه في إحدى الليالي، فتسمّروا في أماكنهم من دون أن يتمكّنوا من الهروب، حتى بزغ الفجر وأتى القديس الذي حرّرهم وأعطاهم حَمَلًا حتى لا يكونوا قد مكثوا طوال الليل من دون أيّ مكسب.
في عهد الإمبراطور الروماني مكسيميانوس غاليريوس، نال المسيحيّون نصيبهم من الاضطهاد، من بينهم سبيريدون الذي فقد عينه اليمنى ويده اليسرى لأنّه رفض نكران المسيح.
وقيل أيضًا إنّ القديس سبيريدون شارك في المجمع المسكوني الأوّل في مدينة نيقية عام 325، بناءً على دعوة الملك قسطنطين.
على يديه، اجترح الله عجائبَ كثيرة. لذلك، لُقِّبَ بالقديس العجائبي.
انتقل القديس سبيريدون إلى أحضان الآب السماوي في 12 كانون الأوّل 348، وتحيي الكنيسة الغربيّة تذكاره في هذا التاريخ سنويًّا في حين تحتفل الكنيسة الغربيّة بعيده في 14 كانون الأوّل من كل عام.
———————————————————-
أيها القديس سبيريدون العظيم، أغدق عطفك علينا، وعلّمنا أن نحذو حذوك في تمجيد اسم يسوع في كل زمان ومكان، راجين الله أن تفيض السماء نعمها علينا.