كلود حداد
ولد دومينيك دي غوزمان (عبد الأحد) في 8 آب 1170 في إسبانيا، ونشأ على محبّة الله في عائلةٍ قادته على طريق الإيمان والتقوى.
في العام 1216، أنشأ دومينيك في مدينة تولوز الفرنسيّة ما سمّاه بـ«رهبنة المبشّرين» التي عُرفت بعدها بـ«الدومينيكان»، وسافر عبر القارّة الأوروبيّة واعظًا ومبشّرًا ومواجهًا الهرطقة وكل ما عرّض الإيمان للخطر، ومرتكزًا على الصلاة والتقشّف والوعظ وإعطاء المثل الصالح كالإقناع بالمحبّة، عكس حملات الصليبيين العسكريّة لمحاربة الألبيجوا والكاتار وبدعهم.
كان سلاحه الأمضى باقة وردٍ وضعها بخشوع وإجلال على قدمَي والدة الله القدّيسة مريم التي أحبّها منذ صغره، فاختبر أن المسبحة الورديّة درب الخلاص، ولمّا طلب ملحًّا من الله بشفاعتها المساعدة على مقاومة البدع والهرطقة، مصلّيًا، وصائمًا ومتقشّفًا، ظهرت عليه مريم العذراء وقدّمت له مسبحتها وعلّمته تلاوة أسرار الفرح والحزن والمجد لمحاربة الأشرار وإرشاد الضالّين إلى طريق الخلاص.
انتقل دومينيك إلى الحياة الأبديّة في 6 آب 1221 في مدينة بولونيا الإيطاليّة، حيث رقد بين ذراعَي الآب، مرهقًا لكن دائم الابتسامة، متمّمًا مشروع الله الخلاصي الذي أُوكل اليه. أعلنت الكنيسة قداسته في العام 1234 بعدما أمضى حياة فقر وتقشّف وصلاة لنشر الكلمة ومقاومة الهرطقة.
انتشرت صلاة المسبحة الورديّة عبر العالم مع انتشار رهبنة الدومينيكان، ولا تزال أمّنا مريم تُمطر على المؤمنين نعمها وعجائبها.