ولد دومينيك في 8 آب 1170 في كاليرويغا الواقعة في كاستيا الإسبانيّة، واختير اسمه تيمّنًا بالقديس دومينيك سيلوس، شفيع الأمّهات اللواتي يتّسمن بالأمل.
ويُقال إنّ أمّه قامت برحلة حجّ إلى كنيسة سيلوس، وحلمت بأنّ كلبًا قفز من حضنها حاملًا شعلة في فمه، وبدا كأنه يشعل الأرض بها. هذه القصّة أثّرت في ما بعد على تسمية الرهبنة التي أسّسها بما أنّ “الدومينيكان” باللغة الإيطاليّة هي “دوميني كانيس” وتعني “كلب الربّ”.
في العام 1191، لمّا ضربت المجاعة إسبانيا، تبرّع دومينيك بماله وباع ثيابه وأثاثه لإطعام الجياع.
عندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره، انضمّ إلى “كهنة أوسما” الذين يتبعون تعاليم القديس بندكتس ليرافق أسقف أوسما في مهمّة دبلوماسيّة.
في العام 1215، رأى دومينيك الحاجة إلى منظّمة جديدة تحاكي الحاجات الروحيّة للمدن التي كانت في طور النموّ، فأخضع نفسه ورفاقه لقوانين الدير القاضية بالصلاة والتقشّف في حين منحه الأسقف فولك إذنًا خطيًّا للتبشير ضمن تولوز.
وفي العام عينه، رافق دومينيك الأسقف فولك إلى روما للحصول على موافقة باباويّة خطيّة، تأسّست بعدها “رهبنة المبشّرين” التي تُعرف شعبيًّا باسم “رهبنة الدومينيكان”.
وصل دومينيك إلى بولونيا في 21 كانون الأوّل 1218، واستقرّ في كنيسة سان نيكولو، ثمّ أسّس جماعتيّ رهبان هناك.
على الرغم من سفره الدائم، جعل دومينيك من روما مقرًّا له، فدعاه البابا هونوريوس الثالث مع رفاقه إلى البقاء في بازيليك القديسة سابينا القديمة في روما، فلبّوا النداء في العام 1220.
المسبحة الورديّة ودرب الخلاص
يُعزى انتشار تلاوة المسبحة الورديّة إلى تبشير القديس دومينيك ونشر رهبانه إيمانهم الراسخ بقوّتها بما أنها كانت لقرون في قلب رهبنة الدومينيكان، وشكّلت المبدأ الذي بُنيت عليه الرهبنة.
وقد قال البابا بيوس التاسع عن ارتباطها بالرهبنة: “إنّ ورديّة مريم هي أساس رهبنة القديس دومينيك بما أنها تجعل حياة أفرادها كاملة وتوصلهم إلى الخلاص”.
كما ظهرت مريم العذراء للقديس دومينيك لتعطيه ورديّتها وتعلّمه كيفية تلاوتها ونشر عبادتها، بحسب ما قاله القديس لويس ماري غرينيون دي مونفور.
مات دومينيك في 6 آب 1221 (51 عامًا) بعدما أرهقه تقشّفه.
أعلن البابا غريغوري التاسع قداسته في العام 1234.
وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيده في 8 آب من كل عام، وتُنسب إليه تسمية القديس عبد الأحد، وقديس كاليرويغا، شفيع العالمين بالفلك.