ب. ب.
جنديٌ أنا في شبابي، مضطَهدٌ في حياتي لكنني محظيٌّ بمسيحيّتي.
أنا جرجس، القديس الفارس.
———————————————————-
وُلِدَ القديس جاورجيوس في مدينة كبادوكيا التركيّة في النصف الثاني من القرن الثالث (بين عامَي 275 م و280 م).
عاش في كنف عائلة تقيّة ملتزمة بتعاليم الكنيسة؛ والده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية الذي كان رفيقًا للملك في أسفاره. في خلال رحلاته، علم الأخير باعتناقه المسيحيّة، فأمر بقطع رأسه.
بعد استشهاد والده، أخذته أمّه إلى مسقط رأسها، مدينة اللد الفلسطينيّة حيث ترعرع جرجس، ودخل لاحقًا سلك الجنديّة في الجيش الروماني في السابعة عشرة من عمره، وحاز ترقيات عدّة في خلال خدمته وصولًا إلى رتبة قائد.
أحبّ جاورجيوس الفروسيّة، واشتهر بانتصاراته في الحروب حتى لُقِّبَ بـ«اللابس الظفر» أو «الظافر» أو «المُظَفَّر».
ولما بدأ الإمبراطور دقلديانوس باضطهاد المسيحيين مجبرًا إيّاهم على عبادة الأوثان، سُجِّلَت هذه الرواية:
«عندما دخل جرجس يومًا إلى احتفال في أحد معابد الوثنيين، متظاهرًا بأنّه سيسجد لآلهتهم، تقدّم نحو أحد التماثيل ورسم إشارة الصليب، قائلًا: هل تريد أن أقدّم لك السجود كأنّك إله الحقّ؟ فأجابه التمثال: كلا، أنا لستُ إلهًا بل الإله الحقّ هو الذي تعبده. وعلى الفور، تحطّمت الأوثان وسقطت أرضًا. حينئذٍ، صرخ الجميع: الموت لجرجس الساحر».
بعد فشل مساعي دقلديانوس لثنيه عن إيمانه، أمر بقطع رأسه في مطلع القرن الرابع (بين 296 م و303 م).
القديس جاورجيوس أو جرجس عانى الآلام الشديدة على مدى سنوات، واسمه يعني الزارع أو الفلاح، ويحظى بإجلال المسلمين أيضًا الذين يطلقون عليه لقب «الخضر».
وأظهر بعض الدراسات أن رفات مار جرجس أُحْضِرَ لاحقًا إلى أديرة وكنائس في مناطق عدّة في الشرق والغرب كاليونان وقبرص وفلسطين ومصر والعراق.
ويُقال إن القديس جرجس ذبح التنّين قرب بحر بيروت، عاصمة لبنان. وقد اشتهر بصورة تُظهره ممتطيًا حصانًا وهو يطعن بِرُمْحِه شيطان الوثنيّة المُمَثَّل بالتنّين.
على يديه اجترح الله العجائب. وعلى اسمه، شُيّدت كنائس ومذابح في كل أقطار العالم حيث يُكرَّم تكريمًا عظيمًا، على سبيل المثال بريطانيا التي اتّخذته شفيعًا لها، وقد دُعِيَ الكثير من ملوكها باسمه.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديس جرجس في تواريخ مختلفة، منها 23 نيسان من كل عام، وهو شفيع الجيش والشباب والحركات الكشفيّة.
———————————————————-
قديسنا الجبّار، من مثالك نستمدّ القوّة، ومن آلامك تنتعش الروح المسيحيّة، ومن خلال تضحياتك تتمجّد الكنيسة.