باسمة بو سرحال
إيماني بيسوع وتكريمي لمريم منطبعان في قلبي منذ طفولتي حتى انتقالي إلى أحضانهما. أنا الذي نشرتُ تعاليم كنيستي أينما حللت، وحملتُ جروحات المسيح خمسين عامًا. أنا بادري بيو، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
شكّلت السنوات الإحدى والثمانون التي أمضاها الأب بيو على هذه الأرض أروع حكايات الإيمان المسيحي التي سجّلتها الكنيسة في تاريخها الحديث.
بطل قصّتنا الذي مُنِحَ في المعموديّة اسم فرنسيس وُلِدَ في بيترلشينا-بنفينتو في 25 أيّار 1887 لأبوَيْن مسيحيَّيْن تقيَّيْن، تعلّم منهما أن تكون الصلاة رفيقته الدائمة منذ صغره إلى أن بلغ الخامسة عشرة، ودخل دير الآباء الكبّوشيين في موركونيه حيث رُسِمَ كاهنًا في كاتدرائية بنفينتو في 10 آب 1910.
بعد ست سنوات، انتقل إلى دير القديسة حنّة في فوجا قبل أن يلتحق بإخوته الرهبان في دير مار يوحنا-روتوندو.
الأب بيو حصل على نعمة الظهور في مكانَيْن مختلفَيْن من دون أن يترك مكانه، وبرؤية العذراء مريم منذ طفولته، وبقدرته الخارقة على قراءة الضمائر. وأسّس جماعات الصلاة التي انتشرت في أنحاء العالم كافة. كما أسّس مستشفى «بيت التخفيف من الألم» الذي يُعدّ من أكبر دور الاستشفاء في أوروبا.
بين عامَي 1922 و1934، عاش الأب بيو فترة من الاضطهادات، ومُنِعَ المؤمنون من لقائه، وحُظرت عليه ممارسة الكهنوت باستثناء الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة وحيدًا قبل أن يُسمَح له بترؤس القداس أمام الجموع في 14 تمّوز 1933.
عشقُ الأب بيو للقداس جعله يوميًّا في حالة فرحٍ لا توصف، وكان يردّد: «من السهل أن تعيش الأرض من دون شمس على أن تعيش من دون الذبيحة الإلهيّة».
في 20 أيلول 1918، بينما كان يصلّي أمام المصلوب في الكنيسة الصغيرة، انطبعت على جسده سمات المسيح التي اختفت عشيّة مماته في 23 أيلول 1968. وقد عجز أشهر الأطبّاء عن تحليل هذه الجروحات التي ظهرت بأعجوبة واختفت بأعجوبة أيضًا، كما يقول المؤرّخون الذين أكدوا أنّ عددًا من الحاضرين في جنازة الأب بيو، بينما كانوا يقبّلون جثمانه المعروض في نعش زجاجي، لمحوه واقفًا على نوافذ الدير وهو يلوّح بيديه قبل أن يختفي.
في 18 كانون الأوّل 1997، أعلن البابا القديس يوحنا بولس الثاني الأب بيو مكرّمًا، ثمّ طوباويًّا في 2 أيّار 1999 إلى أن أعلنه بنفسه أيضًا قديسًا في 16 حزيران 2002.
يقول البابا بنوا الخامس عشر عن القديس بيو «إنّه من أصحاب المعجزات الذين يرسلهم الله من حين لآخر إلى الأرض من أجل ارتداد الناس وهديهم».
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس بادري بيو في 23 أيلول من كل عام، ويطلب المؤمنون شفاعته من أجل الشفاء من الأمراض والآلام الجسديّة والنفسيّة وتعزيز الإيمان والصبر في مواجهة المعاناة.
———————————————————-
نصلّي إلى الله كي ينعم علينا بأمثال القديس الأب بيو، فنتابع السير في درب إيماننا من دون خوف، معلنين البشارة للعالم كلّه.