ولد فرناندو دو بويوس في مدينة لشبونة، عاصمة البرتغال، في 15 آب 1195، وترعرع في كنف أسرة غنيّة وتقيّة، واهتمّ بالفقراء منذ نعومة أظفاره.
عندما أصبح شابًّا، دخل رهبانيّة القديس أغسطينوس، وبات قدوة للفضيلة والعلم.
من ثمّ، انتقل إلى رهبانيّة مار فرنسيس، واختار “أنطونيوس” اسمًا له، وواظب على ممارسة الفضائل الرهبانيّة والتواضع والبساطة والصبر.
في العام 1222، رُقّي إلى درجة الكهنوت، وألقى خطبة كان لها الأثر الشديد في المؤمنين، فأمره القديس فرنسيس بإلقاء المواعظ.
وبعدما تأكد رؤساؤه من بلاغته وانذهلوا من عظاته والحجج التي كان يأتي بها وما له من قوّة تأثير على سامعيه، سمحوا له بالتبشير في كل مدن إقليمه، فنجح في ردّ الخطأة إلى التوبة وهداية الهراطقة.
توجّه أنطونيوس إلى بادوا التي كانت من أسوأ المدن الإيطاليّة بسبب فساد أخلاق أبنائها وتأثّرهم بتعاليم الهراطقة، وعكف على إلقاء المواعظ؛ ضاقت الكنائس بالسامعين، فراح يعظ في الساحات والحقول.
كان بمثابة رسول وملاك سلام في بادوا، يعلّم أبناءها الحقّ والصلاح، فارتدّوا بعد سماع عظاته خاشعين وتائبين، وعاشت بادوا في سلام ومحبّة وشهدت معجزات كثيرة على يده.
لم يغب الفقراء عن قلب أنطونيوس المفعم بالحبّ، بل لطالما حضّ الأثرياء على الاهتمام بهم، قائلًا: أيها الأغنياء، كونوا أصدقاء للفقراء، استقبلوهم في بيوتكم، وسيكونون مَن يستقبلونكم في المنازل الأبديّة، حيث جمال السلام، وثقة الأمان، وغنى هدوء الاكتفاء الأبديّ.
لم ينفكّ أنطونيوس عن الوعظ والتعليم وإرشاد المؤمنين والاستماع إلى الاعترافات وممارسة الإماتات والأصوام ورفع الصلوات، على الرغم من ضعف جسمه وإصابته بداء الاستقساء، فسقط كالجندي في ساحة الوغى، وأسلم روحه بيد الله في 13 حزيران 1231، وهو في السادسة والثلاثين من عمره.
انتشر تكريمه في العالم، وهو شفيع الملايين، ويلتجأ الناس إليه، خاصّةً في أخطار الغرق وضياع الأشياء.
رفع الكرسيّ الرسوليّ أنطونيوس البدواني إلى مصاف القديسين، بعد عام على وفاته، في عهد البابا غريغوريوس التاسع، وتحتفل الكنيسة بعيده في 13 حزيران من كل عام.