آمال شعيا
القديس أفرام السرياني أنموذج فريد بين رجال اللّه القديسين إذ إنه حمل مصباح المسيح من مشرق الأرض إلى مغربها، محصّنًا بالعلوم والمعارف، فذاع صيته في أصقاع العالم قديسًا، وعالمًا، وشاعرًا، ومعلّمًا، ومرشدًا…
كما تعتزّ كلّ شعوب العالم، عبر التاريخ، بقادتها ورجالاتها الذين تركوا بصمة خالدة في الأذهان، نفتخر، نحن أبناء الكنيسة الجامعة الرسوليّة، بالقديس أفرام السرياني، الملقّب بـ”عمود الكنيسة” و”قيثارة الروح القدس” و”شمس السريان”، فقد أعطى الكثير من الكتابات الروحيّة التي لا تُحصى ولا تعدّ، وتغنّى في شعره بحبّه الكبير لأمّنا مريم العذراء. وفي هذا الصدد، أكد بعض المؤرّخين واللاهوتيين أنّه أعظم مَنْ كتب القصيدة والترنيمة في الشرق المسيحيّ لفصاحة لسانه وبلاغة أدبه، وعاطفة حبّه المتأجّجة في داخله، مع رقّة في الأسلوب.
أيّها القديس أفرام السرياني، نشكر الربّ على طهر سيرتك، أنت يا من أصغيت إلى صوته، فاخترقت كلمته وجدانك، وكنت شاهدًا أمينًا لها، وكانت رفيقتك وقت التجارب، وجاءت حياتك بمجملها، سيمفونيّة رائعة تشدّنا بقوّة إلى كلمة الله، وهي تعزف لنا على أوتار الخشوع أنغام حياتك النسكيّة الفاضلة، مع ولعك في الاهتمام بخدمة الفقراء، وجماليّة تواضعك حتّى حدود حزمك في الدفاع عن العقيدة المسيحيّة وتعاليم الكنيسة المقدّسة.