ب. ب.
غفرتُ للذي حاول اغتصابي وغرس الخنجر في جسدي، وتوسّلتُ إليه أن ينقذ نفسه من الجحيم. أنا ماريا غوريتي التي عاشت إحدى عشرة سنة وتسعة أشهر على هذه الأرض الفانية قبل أن تنتقل إلى الحياة الأبديّة. وهذه قصّتي مع حبيب نفسي يسوع.
———————————————————-
في إيطاليا، أبصرت ماريا النور في 16 تشرين الأوّل 1890.
توفّي والدها وهي في العاشرة من عمرها، فأخذت على عاتقها مساعدة أمّها أسونتا في الأعمال المنزليّة والاهتمام بإخوتها الصغار. منذ نعومة أظفارها، تميّزت بإيمانها القوي وقربها من يسوع، وكانت الصلاة رفيقتها الدائمة.
شهد العام 1902 نهاية حياة ماريا على هذه الأرض إذ حاول شابٌ من جيرانها ويُدْعَى ألكسندر اغتصابها ثم طعنها بخنجر حاد بعدما قاومته وتوسّلت إليه كي لا يرتكب خطيئة مميتة، لكنه لم يأبه لصراخها.
نُقِلَت إلى المستشفى حيث خضعت لعمليّة جراحيّة. في صباح اليوم التالي، تناولت ماريا القربان المقدّس، وقالت: «سينضمّ ألكسندر إليَّ في السماء لأنني سامحته وصلّيت كي يسامحه الله أيضًا». ثم نظرت إلى صورة مريم العذراء المعلّقة على جدار الغرفة، قائلة: «إن العذراء في انتظاري».
في 6 تمّوز 1902، انتقلت روح ماريا الطاهرة إلى حضن الآب السماوي، وهي تقبّل الصليب، ولم تكن قد بلغت بعد الثانية عشرة من عمرها.
دخل ألكسندر السجن لمدّة 30 عامًا. وما إن خرج، قصد منزل ماريا التي تراءت له في الحلم، وطلب المغفرة من أمّها. فقالت له والدتها: «إن سامحتكَ ماريا، لمَ عليَّ ألا أغفر لكَ؟».
بعد فترة قصيرة، دخل ألكسندر الدير وكرّس حياته لله، فأصبح الأخ ستيفانو الذي أُوكل إليه الاهتمام بالحديقة.
في العام 1950، أعلن البابا بيوس الثاني عشر قداسة ماريا بحضور أمّها وقاتلها، وانضمّ تاريخ السادس من تمّوز إلى أعياد القديسين في الكنيسة الكاثوليكيّة.
———————————————————-
أيتها القديسة الطاهرة، ساعدينا كي تتجذّر نعمة التسامح في نفوسنا، فنغفر لكل من يسيء إلينا، ونمجّد اسم يسوع من الآن وإلى أبد الآبدين. آمين.