كلود حداد
أبصرت كلارا أوفريدوتشيو النور في العام 1194 في مدينة أسيزي الإيطاليّة، بعد 12 عامًا على ولادة القديس فرنسيس، وترعرعت في أحضان عائلة ثريّة اشتهرت بالتقوى. تعرّفت على فرنسيس في العام 1211، وشاركته عشقها ليسوع.
«جماله يُدهش من دون انقطاع كل جند السماوات الطوباويين. حبّه يحرّك المشاعر، ومشاهدته تنعش، ولطفه يغمر، وعطره يحيي الأموات، ورؤيته المجيدة ستبارك جميع سكان أورشليم السماويّة». هذه الكلمات النابعة من قلبٍ اتّحد بالعريس الإلهي، كتبتها كلارا التي سلّمت حياتها لقيادة الروح القديسة، فقرّرت ترك نعيم ثروتها.
على مثال ملهمها فرنسيس، هجرت البيت العائلي في الثامنة عشرة، واختارت حياة الفقر والتصوّف والصلاة والعفّة والطاعة. التحقت، بمساعدة فرنسيس، بدير سان دميانو، وما لبثت أن تبعتها أختها كاترينا التي عُرفت بعد ذاك بالقديسة أغنيس، كما عدد من الفتيات. هكذا نشأت «رهبانيّة الفقيرات الكلاريس» التي قامت على حياة العزلة الدائمة والتأمّل والصمت والصلاة والتقشّف. وتُعَدّ كلارا أوّل امرأة وضعت قوانينَ لرهبانيّة نسائيّة.
بعد وفاة القديس فرنسيس الذي اعتبرته مُلهِمها وخدمته في نهاية أيّامه، أكملت كلارا مسيرتها التأمّليّة التقشّفيّة القاسية المبنيّة على ما سمّته «فرح الفقر» بكل ما له من أبعاد.
حصلت خوارق عدّة في حياتها قبل أن ترقد بعطر القداسة في 11 آب 1253، عن عمرٍ ناهز 59 عامًا، من شدّة الفقر والحرمان وقهر الجسد لتنقية الروح. آخر ما تفوّهت به شفتاها: «مباركٌ أنت يا خالقي، إنني أحبّك».
أُعلنت كلارا الأسيزيّة قديسة في العام 1255 بعد كمٍّ من المعجزات الموثّقة، وتُعتبر اليوم شفيعة الإعلاميين.