باسمة بو سرحال
أحببتهم وتعلّقتُ بهم، ونذرتُ حياتي لخدمتهم. إنّهم المرضى والفقراء الذين جوهروا حياتي وقادوني إلى السماء. أنا الأمّ تريزا، وهذه حكايتي مع يسوع.
———————————————————-
مَن منّا لا يعرف الأمّ تريزا، الراهبة الخادمة التي أمضت حياتها إلى جانب الفقراء والمعوزين والمشرّدين والمنسيين؟!…
وُلِدَت آغنيس غانشي بوياخيو في مدينة سكوبجي الألبانيّة في 26 آب 1910 لأبوَيْن ألبانيَّيْن ملتزمَيْن في الكنيسة الكاثوليكيّة.
في الثامنة عشرة من عمرها، التحقت برهبانيّة «عذراء لوريتو» في إيرلندا. بعد حوالى عام، أُرسلت إلى دير تابع لرهبانيّتها في مدينة داريلينغ بالقرب من كالكوتا في الهند حيث كانت تدرّس الأطفال الفقراء.
في العام 1931، نذرت نفسها للرهبانيّة، واختارت اسم تريزا تيمّنًا بالقديسة تريزيا الطفل يسوع لتقدّم نذورها الدائمة في العام 1937.
في العام 1946، طلبت تريزا الإذن لمغادرة الدير والذهاب إلى الأحياء الفقيرة في كالكوتا حيث أنشأت مدرسة. بعدئذٍ، حوّلت جزءًا من معبد هندوسي إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء. ثم أنشأت مأوى للأيتام، وكرّت السبحة، وانضمّت إليها فتيات كثيرات بهدف الخدمة.
في العام 1950، أسّست رهبانيّة مرسلات المحبّة التي انتشرت في أنحاء عدّة في العالم بعد اعتراف البابا بيوس الثاني عشر بها.
في العام 1962، منحتها الحكومة الهنديّة جائزة «باندما شري» لخدماتها الإنسانيّة المميّزة. كما نالت جائزة نوبل للسلام في العام 1979.
في صيف العام 1982، إبّان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، زارت الأمّ تريزا بيروت حيث استطاعت أن توقف إطلاق النار لفترة من الوقت لإنقاذ عدد من الأطفال المرضى الذين كانوا محاصَرين في أحد المستشفيات في ضاحية بيروت الغربيّة، ونقلهم إلى مدرسة الربيع التابعة لمرسلات المحبّة في المنطقة الشرقيّة للعاصمة اللبنانيّة.
في ذلك الوقت، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الأمّ تريزا قولها: «لم أزر مكانًا تشتعل فيه الحرب، لكنّني عاينت الجوع والموت. لطالما تساءلت بما يشعر البشر عند ارتكاب هذه الأفعال. لا أفهم الأمر، فجميعهم أبناء الله. لماذا يفعلون ذلك؟ لا أستطيع أن أفهم».
تراجعت صحّة الأم تريزا منذ العام 1985 إلى أن وافتها المنيّة في 5 أيلول 1997.
في 19 تشرين الأوّل 2003، أعلنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني طوباويّة. وفي 4 أيلول 2016، أعلنها البابا فرنسيس قديسة.
تزامنًا مع احتفال الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار الأمّ تريزا دي كالكوتا في 5 أيلول من كل عام، يحتفي العالم أيضًا باليوم العالمي للعمل الخيري، بعدما أقرّته الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في العام 2015، بغية التأكيد أنّ القضاء على الفقر هو تحدٍّ عالمي هائل في سبيل تحقيق التنمية المستدامة.
«لا شيء أسهل من الكراهية، أمّا الحبّ فهو للأقوياء» كلمات من أروع ما قالته الأمّ تريزا دي كالكوتا التي صلّت وخدمت الكنيسة على طريقتها، فنالت النعم ووزّعتها حيثما حلّت.
———————————————————-
أيتها القديسة الأمّ تريزا دي كالكوتا، علّمينا الخدمة والعطاء بفرحٍ على مثالك، فتنثر أعمالنا السرور في قلب مخلّصنا يسوع المسيح.