باسمة بو سرحال
بين أناملي، انسابت حبّات المسبحة الورديّة، فكانت أنيستي التي لم تبارحني يومًا. تجلّت لي مريم العذراء، معلنةً أنّها «التي حُبِلَ بها بلا دنس».
أنا برناديت سوبيرو، وهذه قصّتي مع يسوع وأمّه مريم.
———————————————————-
في 7 كانون الثاني 1844، وُلِدَت برناديت سوبيرو في مدينة لورد الفرنسيّة، في كنف عائلة تقيّة وفقيرة مؤلفة من 4 أولاد.
طوال حياتها، اختارت برناديت العيش بتقشّف وتواضع. وتحلّت بالإيمان العميق وكانت محبوبة من الجميع. وقد وصفها كاهن المدينة بأنّها «تبدو كزهرة رحيقها سماوي».
كانت تجهل القراءة والكتابة لكنها أدركت طريق الربّ منذ صغرها، ورافقتها المسبحة الورديّة على الدوام.
في 11 شباط 1858، خرجت برناديت لتجمع الحطب مع أختها وصديقتها، فتجلّت لها سيّدة فائقة الجمال على مدى 15 دقيقة. كانت هذه المرأة الرائعة مريم العذراء، سيّدة لورد التي ظهرت لها 18 مرّة، معلنة أنّها «التي حُبِلَ بها بلا دنس».
في مسيرة حياتها، لم تبخل برناديت في مساعدة المحيطين بها وطالبي معونتها. اتّسمت حياتها بالبساطة، واهتمّت بالمرضى بعد دخولها الدير، وتفانت في بذل ذاتها بمحبّة وتقوى، مكرّسةً نفسها لله.
كانت تقول دومًا: «يا يسوع! لا أشعر بصليبي عندما أفكّر بصليبك!».
اجتهدت برناديت لتكون من سكان العلى، ولم تأخذ وعد العذراء لها بأنّها ستسكن السماء ذريعة لكي لا تعيش حياة متواضعة. فحين كان الناس يقولون إنّها ليست بحاجة إلى أن تحيا التواضع لأنّها ستذهب إلى السماء، كانت تجيب: «سأذهب إلى السماء إن كسبتها».
في 16 نيسان 1879، انتقلت برناديت إلى الحياة الأبديّة بعد معاناتها من السلّ، وحُفِظَ جثمانها غير المتحلّل في كنيسة القديس يوسف في نيفيرس.
في 8 كانون الأوّل 1933، أُعلنت برناديت قديسة. وتحتفل الكنيسة بتذكارها في تاريخين مختلفين هما: 18 شباط (ذكرى الظهور المريمي الثالث) و16 نيسان (ذكرى انتقالها إلى الحياة الأبديّة).
———————————————————-
أيتها القديسة برناديت، ليكن إيمانك ينبوع فرح وسلام للبشريّة جمعاء. اشفعي بنا لدى مريم العذراء، وقودينا نحو قلب يسوع لننعم بحبّه حتى انقضاء الدهر.