ولدت كاترين في العام 294 في الإسكندريّة، وترعرعت في كنف أسرة مسيحيّة غنيّة.
تحلّت منذ نعومة أظفارها بالحكمة والعقل الراجح والحياء، وعلّمتها والدتها الإيمان القويم وغذّت روحها بسير الشهيدات.
التحقت كاترين بالمدارس، وتثقّفت بعلوم زمانها، وثابرت على التأمّل في الكتاب المقدّس.
عندما بلغت الثامنة عشرة، أدركت بطلان العبادة الوثنيّة بعد دراستها اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين، فحرّكت النعمة الإلهيّة قلبها للبحث عن الحقيقة.
شاهدت في رؤيا العذراء مريم تحمل الطفل يسوع، فأسرعت إلى أحد الكهنة وقصّت عليه ما رأته، طالبةً نصحه.
بادرها الكاهن بقوله: “ثقي يا ابنتي بأن الربّ يسوع يريدك أن تكوني ابنة له”، فعكفت على دراسة الكتاب المقدّس، ما جعل بصيرتها تستنير، وألحّت على ذلك الكاهن في طلب المعموديّة، وعمّدها باسم “كاترينا”.
منذ تلك اللحظة، جاهدت في تثبيت المؤمنين بالربّ يسوع المسيح.
سمع الإمبراطور مكسيميانوس قصّتها، فغضب وأرسل الجنود ليأتوا بها إلى المعبد الوثني حيث وبّخته على ضلاله وجهله.
اندهش الإمبراطور من شجاعتها وانبهر بجمالها المفرط، فاستدعاها إلى قصره وأحضر لها خمسين عالمًا وثنيًّا.
استطاعت كاترينا بنعمة الربّ أن تقنعهم بصحّة الإيمان المسيحي، فقبلوا السيّد المسيح مخلّصًا لهم.
عندئذٍ، أمر الإمبراطور بإحراقهم، ونالوا أكاليل الشهادة لكنه استبقى كاترينا لانشغاله بجمالها وتعلّقه بها، لعلّها تتراجع وتصبح زوجته إلا إنها رفضت عرضه متمسّكة بإيمانها، فأمر الإمبراطور جنوده بأن يعذّبوها بأشنع العذابات، ثمّ وضعوها في السجن.
علمت زوجة الإمبراطور بقصّتها، وتوجّهت إلى السجن برفقة القائد برفيريوس، فأخبرتهما عن الإيمان المسيحي، وحدث التغيير المفاجئ إذ آمنا ونالا سرّ المعموديّة.
فقد الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وحارس السجن آمنا بالمسيح، فأمر بتعذيبهما وقطع رأسيهما.
تأثّرت الجماهير بعد رؤية الملكة وحارس السجن ومئتيّ جنديّ تقدّموا للاستشهاد، وأدرك الإمبراطور فشله في تعذيب كاترينا، ما جعله يأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها، لكنه عاد وأمر بقطع رأسها بدلًا من نفيها في 25 تشرين الثاني 307، فنالت إكليل الشهادة في التاسعة عشرة من عمرها، ودفنت في الإسكندريّة.
تحتفل الكنيسة بعيد القديسة كاترينا في 25 تشرين الثاني من كل عام، طالبة شفاعتها من أجل الثبات في الإيمان القويم حتى الشهادة.