كلود حداد
كان سركيس وباخوس جنديَّيْن مقرَّبَيْن من الملك الروماني مكسميانوس، وقد أثبتا جدارتهما وإخلاصهما بعد انتصارهما في الحرب التي خاضاها ضدّ الفرس. لكن هذَيْن البطلَيْن كانا يخفيان سرًّا خَطِرًا.
ذات يوم، دعاهما الملك للمشاركة في عيد الأصنام لتقدمة الذبائح، فرفضا وأعلنا أنهما مسيحيّان يعبدان الله. أثار ذلك الأمر غضب الملك، فنزع عنهما شارات الشرف وألبسهما ثياب نساء لإذلالهما. فصبرا لكنهما رفضا إنكار إيمانهما بالمسيح.
لم يكتفِ الملك بهذا الحدّ، وأمر بتعذيبهما حتى يتخلّيا عن معتقدهما، فلم يفلح. جُلِدَ باخوس جلدًا قاسيًا حتى الموت. وفي الليلة ذاتها، ظهر على سركيس وشجّعه كي لا يضعف.
سيق سركيس مشيًا حوالى 20 ميلًا والدماء تسيل من رجلَيْه، بعدما ألبسوه حذاءً دُقّت فيه مسامير حادّة، وهو يصرخ: «ﻣﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺳﻰ ﻷﺟﻠﻨﺎ ﺃﻣﺮّ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺻﻠبًا!»
صبر سركيس وقدّم آلامه ليسوع المصلوب. وأمام رفضه إنكار انتمائه للمسيح، قام جلّاده بقطع عنقه بحدّ سيفه.
هكذا استشهد البطلان في سوريا حوالى سنة 300، وقد بذلا دماءهما حتى آخر قطرة على مثال المسيح. أُعلنت قداستهما في القرن السابع، وتحتفل الكنيسة بعيدهما في السابع من تشرين الأوّل من كل عام.