غيتا مارون
«سمراء البادية»، هي من احتضن اسمها بعض معاني السمرة والسمر، فتعانق ضياء القمر وخيوط الدهر عند هدب ثوبها، وتوشّح الليل بألوانٍ نثرتها في حناياه، وتناغمت ألحان الحبّ مهلّلةً لأن الفنّانة اللبنانيّة القديرة سميرة توفيق تنير سماء الفنّ بحضورها الراقي وصوتها البدوي وجمال روحها.
تربّعت على عرش الزمن الجميل، فأشعّت شمس نجوميّتها وشهرتها في لبنان والعالم العربي.
تاريخها الفنّي حافلٌ بالأغاني والأفلام والمسلسلات والجوائز التكريميّة، نذكر باقةً من أغنياتها: «يا هلا بالضيف»، «أسمر خفيف الروح»، «بصّارة وبرّاجة»، «ع العين موليّتين»، «رفّ الحمام»، «بالله تصبّوا هالقهوة»، «حبّك مرّ»، «لا باكل ولا بشرب»، «علّوا دبكتكم»، «بدويّة بالجلابيّة»، «يا راكب على عبيّا»، «أيّام اللولو»، «أسمر يا حلو»، «يا سارق قلبي»، «يا عريس الزين»، «جميلة»، «طلّوا الحبايب»، «بسّك تيجي حارتنا»، «آه يا ليل»، «شمس الحلوين»، «بالله يلّي رايح»، «يا مرحبا بزوّارنا»، وهذا غيض من فيض.
في حديث خاص مقتضب إلى «قلم غار»، تكشف لينا رضوان، ابنة شقيقة الفنّانة سميرة توفيق، عن العلاقة الرائعة التي تربط خالتها الحبيبة بالربّ.
حمدٌ متواصل لله
تقول رضوان: «خالتي تشكر ربّها على الدوام حتى إذا خرجت في مشوار صغير، تستقل السيّارة، وترفع نظرها إلى السماء، مصلّية وشاكرة لله. هي ممتنّة لربّها دائمًا وتعرف قيمة النعم التي أغدقها الله عليها وتقدّر عطاياه وعنايته بها وما ميّزها به».
وتتابع: «منذ ولادة خالتي، لطالما شعرَت بحضور الربّ إلى جانبها دومًا، وهي لم تترك الناس ولم تهمل أيّ محتاج.
“اللي معها مش إلها”، لا تميّز نفسها عن سواها، وربّنا يرى أفعال الخير التي يقوم بها الجميع، فكم بالحري هي التي أعطاها الربّ من كرمه، وبدورها أعطت الناس من دون حساب. أحيانًا، تصل إلى وقت لا تملك فيه شيئًا لأنها أعطت كل شيء لكن حقيبتها لا تفرغ أبدًا إذ تهب ما لديها للآخرين».
تضيف رضوان: «الله أكرم خالتي في الإمارات، ولا سيّما من خلال دعم الشيخة فاطمة والشيوخ الآخرين المحبّين الذين كرّموها وطبّبوها.
فعلًا، أعجز عن وصف كرم الله في حياتنا!».
وتختم رضوان حديثها عبر «قلم غار»، مؤكدة أن خالتها ترفع الشكر لله دومًا، أينما حلّت، وتخاطب الربّ بقلبٍ عابق بالامتنان والشكران.