أسرة تحرير «قلم غار»
الفراغ الرئاسي شكّل الحاضر الأبرز اليوم في المحطات السياسيّة لأمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الذي يواصل زيارته لبنان حتى صباح غد، لدى لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي في بيروت، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة.
أكد بارولين، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي، أنّ «البابا فرنسيس قلقٌ بسبب عدم انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة حتى الآن».
وشدّد على أنّ «رئيس الجمهوريّة يمثّل وحدة البلاد»، ورأى وجوب «أن يقوم المسؤولون السياسيّون بواجبهم لانتخاب رئيسٍ جديد».
وقال بارولين إنّ «الشرق الأوسط يعيش فترة عصيبة، وإنّ البابا فرنسيس يدعو إلى إحلال السلام ووقف الصراع وإطلاق الرهائن في غزّة وإيصال المساعدات من دون عوائق إلى القطاع الفلسطيني».
كما أعرب عن «سعادته لزيارة لبنان الذي يعتبره البابا بلدًا للعيش المشترك والأخوي».
بين الكرسي الرسولي ولبنان
من جهته، جدّد ميقاتي «توجيه الدعوة إلى البابا فرنسيس لزيارة لبنان لأنّ جميع اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة وينظرون إليها، بعد انتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة، بوصفها أملًا جديدًا لهم ومن أُوَل عوامل الانفراج».
وتناول ميقاتي أولويّات «تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف إلى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي»، ذاكرًا البعض منها: «انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في أسرع وقت ممكن لأنّ استمرار الفراغ يتسبّب بتداعيات على المستويات كافة، وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها والاحتكام إلى الدستور من أجل المصلحة اللبنانيّة المشتركة، وتعزيز العيش المشترك، والعمل على تثبيت الاستقرار الداخلي وإيجاد حلّ للأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة المتفاقمة منذ سنوات، والسعي لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلّحة انطلاقًا من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدوليّة ذات الصلة من أجل وضع حدّ لأطماع إسرائيل التوسّعية، وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي، والحرص على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والداعمة للبنان في هذه الظروف الصعبة، وفي مقدّمها حاضرة الفاتيكان التي قدّمت ولا تزال تقدّم الدعم والمساعدة والاهتمام بشخص الحبر الأعظم وكبار المسؤولين».
في سياق متصل، أعلن بارولين أنّه سيحمل إلى البابا الدعوة لزيارة لبنان، آملًا «أن يتمكّن من تلبيتها وأن يحمل المصالحة إلى هذا البلد».
بارولين في عين التينة
إلى ذلك، قال الكاردينال بييترو بارولين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة إنّ «الحلّ لأزمة الرئاسة يبدأ من هذا المقرّ».
وأشار إلى أنّ «الأفرقاء المسيحيين يتحمّلون المسؤوليّة لكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة ويجب على الآخرين تحمّل مسؤوليّاتهم».
كما نقل بارولين إلى رئيس المجلس النيابي اللبناني رغبة البابا فرنسيس وسعادته بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في أسرع وقت ممكن.
ولم يستبعد إيجاد الحلول، موضحًا أنّ هذا الأمر ليس مهمّته بل مهمّة السياسيين المتمثّلة في العمل للوصول إلى مخارج الأزمات المهيمنة على لبنان.