غيتا مارون
كريستل حيدر، درست التربية الموسيقيّة والموسيقى الكنسيّة وفنّ التعليم، وملتزمة في خدمة الربّ، تخبر “قلم غار” عن مسيرتها المفعمة بالنغمات السماويّة.
العناية الإلهيّة قلبت مخطّطي في لحظة
“بدأت مشواري مع يسوع منذ الطفولة من خلال الصلاة في العائلة، وعيش المبادئ المسيحيّة.
عشقت الموسيقى، والتزمت في جوقة المدرسة، وشجّعني أهلي لأنمّي موهبتي، فتابعت دروسًا في الموسيقى منذ السابعة من عمري.
رغبت في أن أصبح طبيبة أطفال، وقرّرت أن أتسجّل في الجامعة لدراسة الطبّ إلا أن العناية الإلهيّة قلبت مخطّطي في لحظة، فتوجّهت إلى كلّية الموسيقى لأتعمّق في دراستها”، تخبر كريستل.
“التزمت في خدمة القداس الإلهي في كنيسة مار يوحنا-عشقوت من دون أيّ مقابل في الآحاد عند السادسة مساء، ولم أتغيّب عن خدمته منذ 2007…
قداسنا يجذب الكبار والصغار، ويتميّز بمشاركة الشبيبة، في أجواء مفعمة بالأمل والرجاء وخبرات الحياة والنعم الخاصة إذ نُحضر ذخائر القديسين في أعيادهم”.
أمّي مثالي الأوّل في خدمة الكنيسة
وتقول كريستل: “كانت أمّي ميرنا مثالي الأوّل في خدمة الكنيسة، ومشيت على خطاها. هي الأمّ المشجّعة، والعين الساهرة على أدقّ التفاصيل، والمرافقة في كلّ الأعمال، والقرارات. إنّها أمّ استثنائية، أفتخر بها وأشكر الله عليها”.
هكذا ولدت جوقة “حبّ العطاء”
وتخبر كريستل: “أسّست جوقة وأوركسترا “حبّ العطاء” عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري بإلهام من الروح القدس ويسوع وشفاعة مريم العذراء.
في 12 أيار 2012، اخترت “سيّدة العطاء” شفيعة للجوقة، ولقبّني الأصدقاء الذين آمنوا بموهبتي ووزناتي وما حقّقته في عمر مبكر بـ”مايسترا”.
في الجوقة المؤلفة من حوالي أربعين شخصًا بين مرنّمين وعازفين ومنظّمين ومساعدين، نعيش أجواء عائليّة، ونتشارك التراتيل والرسيتالات وزيارة العجزة والمرضى، فأصبحت الجوقة بمثابة الشمعة التي تحترق لتنير بالحبّ المحيطين بها… مررنا، في الجوقة بتجارب كثيرة حاولت أن توقف مشروع الله إلا أننا تخطّيناها بنعمته”.
يسوع ملهمي وصديقي الدائم
وتقول كريستل: “يسوع هو صديقي الدائم وملهمي في كلّ عمل أقوم به، واليد التي تمسك يدي.
ألمس حضوره في كلّ ما أقوم به، ولا سيّما أنني أصلّي وأطلب تدخّله وبركته قبل إقدامي على أيّ عمل على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ، وأتلقّى الأجوبة من السماء.
أشعر بأن العناية الإلهيّة ترافقني في كلّ لحظة، وتلهمني قبل اتخاذ القرارات المهمّة والبدء بأيّ نشاط، ويبقى التحدّي الكبير في ألا يفقد الانسان إيمانه وثقته بمشيئة الله على الرغم من كلّ ما يحصل معه من أمور سلبيّة، فعليه ألا يستسلم ويبقى مثابرًا بصلاته وطلباته، ويحافظ على تواضعه مهما حقّق من نجاحات وإنجازات، وأن يقدّر محبّة الناس له، والأهمّ ألا ينسى أن يشكر الربّ على الدوام، لأن كلّ شيء نعمة منه، ولا معنى لحياتنا من دونه”.
عندما يكون الهدف يسوع!
وتضيف كريستل: “ما جمعنا وسمح لنا بالاستمرار أننا وضعنا نصب عيوننا هدفًا واحدًا هو يسوع، وجمعتنا المحبّة والإيمان والاندفاع من أجل تمجيد الله من خلال المواهب التي منحنا إيّاها.
نواجه التحدّيات والمشاكل باستمرار إلا أننا لا نبالي لأن قلبنا موجّه صوب يسوع”.
أمس واليوم وغدًا…
وترفع كريستل الشكر إلى الربّ قائلة: “أشكر الله لأنه كان معي في الأمس، وهو معي اليوم، وسيكون معي في المستقبل، ولأنه حاضر ويهتمّ بكل التفاصيل، ولولا حضوره لما استطعت أن أتقدّم وأنجح في خطواتي، ولما كنت سأنجح في الخطوات المقبلة…
أشكره على عنايته بي، وعلى الأشخاص الذين ألتقيهم ولا سيّما الذين يساعدونني ويعلّمونني، وحتى الذين يحاولون إيقافي عن إكمال رسالتي لكن محاولاتهم تبوء بالفشل… يسوع، من حملت اسمه، أنت مشواري، ومدبّر حياتي، ولا يمكنني أن أتصوّرها من دونك!”