غيتا مارون
ريم حرب شواح، إعلاميّة في إذاعة “لبنان الحرّ”، متأهّلة وأمّ لولدين، تخبر “قلم غار” عن مسيرة مفعمة بالتسليم المطلق لمشيئة الله والتدخّل الإلهي في كل مراحل حياتها.
هكذا اكتشفت وجه الله الآب…
“شكّل التزامنا، زوجي وأنا، في جماعة “الأبانا” في عمشيت نقطة تحوّل أساسيّة في مسيرتنا الإيمانيّة ونضوجنا الروحي، وساعدنا كي نتعرّف إلى حضور الربّ في حياتنا، فغُصْنا في العمق!”، تخبر ريم.
“اختبرت الحضور الحيّ للروح القدس، والتفاعل مع مواهبه، وحضور الربّ في القربان المقدّس والتسبيح، ما جعلني أكتشف وجه الله الآب في حياتي ومواهب روحه القدّوس.
من خلال هذه المعرفة والغوص في الأعماق، رسّخت الجماعة إيماني بالله الذي صار أكثر صلابة، وجعلتني أكتشف حضوره الأبويّ في تفاصيل حياتي”.
العناية الإلهيّة أنقذت جون!
وتقول ريم: “شاركنا في قداس في كنيسة مار الياس-بلونة حيث تمّ إحضار تمثال الطفل يسوع-طفل براغ في عيده.
كانت هذه الذبيحة الإلهيّة زاخرة بالبركات! طلبت من الطفل يسوع باقة من النعم، وكنت على ثقة بأن الله سيستجيب صلواتي وأصبح أمًّا! تحقّقت أغلى الأمنيات، وعلمت أنني أنتظر مولودًا في الشهر عينه…
كان حملي محفوفًا بالصعوبات والمخاطر: نزيف، وآلام، وملازمة الفراش بعد انقضاء الشهر السابع.
وشاءت العناية الإلهيّة أن تنقذني وطفلي في الشهر الثامن، فتبيّن في خلال المعاينة الطبيّة أنني دخلت المخاض، من دون شعوري بعوارض الولادة، وأنجبت جون!
ولد ابني وسط دهشة الطبيبة التي صاحت بصوتٍ مرتفع: هللويا! المجد لله في العلى!
عندما طلبنا توضيحًا لما قالته، أخبرتنا بأن المشيمة منفصلة عن جدار الرحم، ما يعني انقطاع الإمدادات الغذائيّة والأوكسجين عن الجنين، وإمكانيّة تعرّضي للنزيف المؤدّي إلى الموت… حينئذٍ، شكرنا الله لأن الأمور سارت على ما يُرام!”
عبور من الألم إلى الأمل
وتخبر ريم: “على الرغم من إجماع الأطبّاء على أن نجاة جون من الموت أعجوبة، عشت ألمًا مريرًا بسبب عدم تمكّني من احتضان ابني عند ولادته لأنه وُضع في الحاضنة، فعشت أسبوعَيْن شبيهَيْن بدرب الجلجثة! تحت أقدام الصليب، عشت القيامة!
اعتصر قلبي ألمًا مجدّدًا عندما خسرت جنينًا في الشهر الثالث من الحمل، فتملّكني الخوف من تكرار التجربة الأليمة…
رفعت الصلوات إلى الله، وشعرتُ بحضوره في حياتي وبأن إرادته تكمن في أن أنجب مولودًا ثانيًا، وأتخطّى ألم الماضي، فقرّرنا، زوجي وأنا، أن نجعل العائلة تكبر وتنمو بمشيئة الله”.
هديّة القديسة رفقا في عيد مولدها
وتتابع ريم: “تدخّلت القديسة رفقا في حياتي بطريقة عجائبيّة!
في أحد الأيّام، زرنا دير مار يوسف-جربتا، فقلت للقديسة رفقا إنني سأضع حملي الثاني بين يدي الله بشفاعتها، وإذا ما أنجبتُ فتاة، فستكون رفقا شفيعتها، وستنال سرّ المعموديّة في الدير الذي يحمل اسمها، وطلبتُ منها أن تهتم بكل تفاصيل الحمل!
غمرتني سعادة لا توصف عندما أصغى الله إلى تضرّعاتي، وعلمت أنني أنتظر مولودًا جديدًا!
منذ اللحظة الأولى، شعرتُ بأن القديسة رفقا ترافقني في حملي وتعتني بي إلى أن حان موعد زيارة الطبيب الذي حدّدناه في 29 حزيران 2020.
بعد المعاينة الطبيّة، أبلغني الطبيب بضرورة التوجّه إلى المستشفى فورًا لأن الماء نفد من الكيس الأمنيوتي (كيس ماء الرأس)، مؤكدًا أن طفلتي معرّضة للموت في أيّ لحظة!
خضعتُ للولادة القيصريّة، وعلمتُ فيما بعد أن اليوم الذي حدّدناه من أجل زيارة الطبيب يوافق عيد مولد القديسة رفقا! لقد سمحت لي بعيش هذا الاختبار معها، وتأكدت أنها شفيعة صغيرتي لأنها ولدت في يوم عيد مولدها، وأنقذتها في اليوم عينه من براثن الموت المحتّم!”
أشكره على توقيته
وترفع ريم الشكر إلى الربّ قائلة: “أحمدك يا ربّ على نعمك وتوقيتك لأنني لو أنجبت طفلتي في التوقيت الذي انتظرته، لكانت ولدت ميتة. اكتشفت أن توقيت الربّ ومشيئته ومشروعه في حياتنا أهمّ ما عشناه وليس توقيتنا ومشيئتنا ومشروعنا…
أشكر الله على تدخّله في حياتنا وشفاعة القديسة رفقا! علينا أن نثق بأننا إذا ما وضعنا حياتنا بين يدي ربّنا، سنلمس تدخّله في كل تفاصيلها!
وأشكره أيضًا لأنه عرّفني إليه وغيّر حياتي، وأحمده على عائلتي ولا سيّما زوجي الحبيب شربل وأهلي وجماعة “الأبانا” والأشخاص الذين جعلوني أكثر قربًا منه!”