كلود حداد
ولد يوسف نعمة في 8 آذار 1889 في بلدة لحفد الشماليّة. منذ صغره، أحبّ الابتعاد عن اللعب مع رفاقه ورفع الصلاة بعد دروس القراءة والكتابة التي كان يتلقّاها تحت السنديانة في حديقة الكنيسة برفقة أبناء بلدته.
كبر وظلّ مثابرًا على الصلاة والتأمّل والتمعّن في كل كلمة من سبحته، فكان يردّد دائمًا: «الله يراني»، ويضيف: «يا يسوع ومريم ومار يوسف، أعينوني وساعدوني في ساعة مماتي».
دخل هذا الشاب المتواضع المبتسم الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة وهو في السادسة عشرة من العمر، وترهّب بعد سنتي ابتداء في كفيفان في دير مار قبريانوس ويوستينا، واختار إسطفانوس اسمًا له في العام 1907.
طوال حياته الرهبانيّة، عمل الأخ إسطفانوس بكدّ، متنقّلًا بين الأديرة، وكان رئيس حقولها لأنه برع في الزراعة، كما أتقن النجارة والبناء. يُقال أيضًا إنه كان يتمتّع ببنيةٍ قويّة وصحّة جيّدة، فتميّز بالنشاط والخدمة.
قبل أيّام من وفاته، كان قد أمضى نهارًا في سيّدة ميفوق لحلّ مشكلة تخوم الأراضي التي كان يودّ البائعون اختلاسها، وبعد إتمام مهمّته، عاد إلى كفيفان. في 30 آب 1938، شعر بتوعّك بسبب ضربة شمسٍ أصابته، وسرعان ما تعرّض لسكتة دماغيّة وفارق الحياة.
في العام 1951، بعدما فُتِحَت مقبرة الرهبان لدفن الأب يوسف الصوراتي، تبيّن أن جثمان الأخ إسطفان ما زال سليمًا، فنُقِلَ إلى مدفنه الحالي.
أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر الأخ إسطفان نعمة مكرّمًا في العام 2007. طُوِّبَ في 27 حزيران 2010 في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان.
علّمنا الطوباوي إسطفان نعمة ألّا ننسى أن الربّ ينظر إلينا باستمرار لأننا أبناؤه الأحبّاء، فهو الأب الساهر الذي يبارك عملنا وتعبنا، ويتقبّل تضرّعاتنا المرفوعة إليه لخلاص نفوسنا.