شربل غانم
ذات يوم، سألتُ نفسي: «من صديقي في الحياة؟» بعد تفكير طويل، لم أجد سوى شخص يسوع المسيح…
قلتُ في حيرة: «كيف أَظْهَرَ مجدَ هذه الصداقة؟» فسمعت صوتًا عميقًا يقول لي: «الصديق الأمين ملجأ حصين، من وجده وجد كنزًا. الصديق الأمين لا يعادله شيءٌ، وقيمته بلا حدود. الصديق الأمين دواء الحياة، والذين يخافون الربّ يجدونه. من خاف الربّ أحسن اختيار أصدقائه، فمثلما يكون الإنسان يكون أصدقاؤه» (سير 6: 14-17). عندئذٍ، كشف لي الربّ عن صداقة ظلَّت تتخمّر بالإيمان وتنمو بالمحبّة والعناية إلى أن انطلقت إلى الحياة من جديد وكانت يد الربّ معها.
الصداقة أحبّت وحضنت، وهبت الرجاء، عاينت موت الأحبّاء، ومن سيل دموعها داوت. لنفوسٍ عطشى من حبر القلم روت بكلمة، رسمت دربًا لمجد الربّ شهادة. علمت عمق وجودها، وهي أن تبقى حرّة طليقة منقادة حسب إلهامات الروح تُشدِّد من حولها.
تحت ظلّ الوهج الإلهي، اختبرتُ عمقها؛ إنها ليست انصهارًا بل اكتمال الهويّة والرسالة والدخول في مشروع الربّ الخلاصي.
في معترك الحياة، نتعرّف إلى أشخاص كثيرين نعيش معهم في مرحلة موقّتة لكنني أشهد أنك لن تستطيع، أيها القارئ، أن تُنشئ علاقات في حياتك إن لم تَبْنِ علاقة متينة مع الربّ والآخر، وإن لم تكن كلمة الربّ ركيزتها.