غيتا مارون
تعيش الشبيبة اللبنانيّة في واقع متأزّم حيث تتفاقم المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وتعاني من انعدام الاستقرار وفرص الحياة الكريمة. أمام تصاعد الأزمات المتتالية، ما دور الكنيسة في هذه المرحلة الحرجة؟ هل يمكنها أن تسهم في إيجاد الحلول لمشكلات الشبيبة اللبنانيّة بينما يفكر كثيرون في الهجرة كأحد خيارات الخروج من النفق المظلم؟

في حديث خاص إلى «قلم غار»، أكد الخوري شربل الدكاش، مرشد اللجنة الوطنيّة لراعويّة الشبيبة ومرافق الشابات والشبّان على مدى 10 سنوات، أنّ الشباب اللبنانيين تلقّوا ضربة قويّة بعد الانهيار الشامل في العام 2019، ولم تعد رواتبهم تكفيهم، وسط عدم استقرار يسيطر على البلد.
وأضاف: «قسم من الشبيبة هاجر، والقسم الآخر يفكّر بالهجرة. نحن نعيش في خضمّ أزمة كبيرة لم تنتهِ. الشبيبة تعاني، والبلد يدفع الثمن لأنّه يفرغ من الطاقة الإنتاجيّة».
وأوضح أنّ «الكنيسة ليست الدولة لكنها تحاول من خلال مؤسساتها (مستشفياتها ورعاياها وجامعاتها ولجانها، إلخ…) مساعدة الشبيبة الملتزمة قدر الإمكان. في ظل غياب الدولة، تبقى الكنيسة مقصّرة لكنها تبذل قصارى جهودها لتقوم بدورها على أكمل وجه».

مبادرات الكنيسة وهجرة الشبيبة
إلى ذلك، قال الدكاش: «إنّ المطلوب كثير، ومهما فعلت الكنيسة، تبقى مبادراتها صغيرة أمام حجم الانهيار الحاصل».
وتابع: «في لبنان، هناك عوائق كثيرة. الكنيسة غنيّة بامتلاك الأراضي في حين تفتقد السيولة والاستثمار. لا شك في أنّ الكنيسة تستطيع القيام بالمزيد من المبادرات بهدف دعم الشباب».
الشبيبة الملتزمة في الكنيسة
بالنسبة إلى الشبيبة المتأرجحة بين مغادرة بلاد الأرز والصمود في ربوعها، أشار الدكاش إلى أنّ معدّلات هجرة الشبيبة ارتفعت في الآونة الأخيرة، مضيفًا: «عدد الشباب المهاجرين والذين يفكّرون بالهجرة كبير، ولا أرقامَ دقيقة تحصي عدد الصامدين منهم في الوطن. العنصر الشبابي موجود في الكنائس؛ هناك قسم ملتزم، وقسم آخر يشارك في القداديس بدون التزام كلّي. أما القسم الثالث، فهو غير مكترث بالالتزام الكنسي، ويجب جذب هذه الفئة الشبابيّة إلى الكنيسة».

كلمة تشجيع للشبيبة
دعا الدكاش الشبيبة اللبنانيّة إلى عدم اليأس والاستسلام، مشجّعًا إيّاها على الالتزام والحلم وعدم ترك أرضها.
وحضّ الشباب المهاجرين على العودة إلى وطنهم مع خبراتهم وشهاداتهم ورأسمالهم ليغنوا البلد بثمارهم.
ورأى وجوب صمود الكنيسة في وجه الرياح والتجارب والوقوف إلى جانب شبيبتها، معتبرًا أنّنا نمرّ بصعوبات كبيرة تحدّد وجودنا كمسيحيين.
وختم الدكاش حديثه عبر «قلم غار»، مشدّدًا على ضرورة الاتحاد بين الإكليروس والعلمانيين من أجل مواجهة الصعوبات معًا بطريقة شفّافة مبنيّة على المحبّة والاحترام إذ إنّنا جسدٌ واحد ورأسه يسوع المسيح.