سمر حنا سعاده
أنا سمر حنا سعاده التي رمقها الربّ بعطفه بشفاعة القديس شربل، وقد دفعتني المحن والمعاناة التي يعيشها أبناء وطني لأُخبر مجدّدًا عمّا صنعه الربّ لي، لعلّني أزرع القليل من الأمل، وأخرق جدار اليأس، وأبشّر الكلّ بأن الربّ رحوم ولن يترك هذه الأرض وهذا الشعب.
في نهاية العام 2018، بيّنت الصور الشعاعيّة ورمًا متطوّرًا في القولون، فخضعت للعلاجَيْن الكيميائي والشعاعيّ، وأُجريت لي عمليّة جراحيّة لاستئصال الورم نهائيًّا.
في آذار 2020، أعدت إجراء الفحوصات اللازمة، وجاءت النتيجة كارثيّة!
عاد الورم إلى الانتشار في الكبد والرئتين، وأعلمني الطبيب بأنني لن أعيش أكثر من سنتَيْن إذا خضعت للعلاج الكيميائي.
قرّرت عدم الخضوع للعلاج لأنني سأموت في كلتا الحالتَيْن. وحده صهري علم بحالتي الصحيّة، فأصرّ عليّ لزيارة طبيب آخر في بيروت.
بعد استشارتي الطبيب الجديد، عرض الصور والفحوصات على لجان من الأطبّاء، وأخبرني بأنه لن يجعلني أخضع للعلاج الكيميائي، بل سيخضعني لتقنيّة حرق الورم على أن ننتظر إذا كان الورم سيعود بعدها إلى النموّ.
في هذه الأثناء، كنت أدهن الورم بزيت مبارك من مار شربل، وأردّد: ربّي، إنني أثق بك وبشفاعة قديسيك! لا تسمح بأن أخسر الحياة لأن أولادي بحاجة إليّ. أعرف أنك كلّي الرحمة.
في تلك الليلة، شعرت بحركة قويّة في الكبد والرئتَيْن، فانتابني الخوف، وقلت: يا مار شربل، لا تسمح بأن يكبر الورم أكثر… وغفوت…
حلمت بامرأة تعطيني مطرتيّ زيت كبيرتَيْن. بعدئذٍ، نهضت وشعرت بأن الأوجاع التي لم تفارقني بعد عمليّة القولون قد زالت، وتوقّف رجفان جسدي المستمر، وفارقتي الكآبة وكل المشاعر والأفكار السلبيّة لكنني لم أعرف ماذا حدث إلا بعدما اتصل بي الطبيب الذي كان سيجري لي العمليّة، بعد معاينة نتائج الفحوصات والصور الجديدة، فَرِحًا، وقال لي: لا ورم في الصور ولا حاجة إلى أيّ عمليّة!
أمام ما صنع الربّ لي بشفاعة قديس لبنان شربل، وقفت مندهشة وسعيدة، وممجّدة الربّ على نعمه التي أغدقها عليّ.
من ثمّ، زرت الأب الجليل لويس مطر في دير مار مارون-عنّايا، وأحضرت معي الفحوصات والصور القديمة والجديدة.
شكرت القديس شربل، وسجّلت الأعجوبة في 14 تمّوز 2020. انتشر الخبر السارّ بسرعة البرق، وهطلت عليّ الاتصالات كالمطر من لبنان وخارجه!
المجد لله في كل حين!